إدارة الأداء القائم على المخاطر (RBPM)

mainThumb

14-04-2020 03:52 AM


باتت المخاطر تحيط بالمؤسسات من كل اتجاه حتى داخل المؤسسة يوجد مخاطر، والغالبية العظمى من المؤسسات تعمل وفق استراتيجية تنفيذية لتحقيق اهدافها ولا يمكن لأي مؤسسة أن تنفذ استراتيجيتها بدون أخذ قدر معين من المخاطر. الامر الي يبرز اهمية إدارة الأداء القائم على المخاطر والذي يقوم على الربط والتكامل بين الاستراتيجية وإدارة المخاطر ضمن إطار ومنهجية إدارة الأداء القائم على المخاطر (RBPM) والتي من شأنها أن توفر للمؤسسات استراتيجية متكاملة لإدارة الأداء ونهج لإدارة المخاطر بحيث يضع المخاطر، وتحديد درجة قبول المخاطر، في صميم تنفيذ الاستراتيجية.
لادراة الاداء القائم على المخاطر مجموعة من الادوات الرئيسية يأتي في اولها قبول درجة من المخاطر اي قابلية الخطر والمتعلق بتعريف قابلية المؤسسة للمخاطر في سياق الاستراتيجية ثم التنفيذ تباعاً. فتقريب الاستراتيجية والمخاطر معاً هو أمر صحيح ومناسب ومهم بشكل أساسي، حيث تتمكن المؤسسة من معرفة مستوى الخطر الذي باستطاعتها التعامل معه وتحقيق اهدافها وهذا من شأنه أن يمكّن المؤسسات من تأسيس الضوابط اللازمة وغرس المرونة المطلوبة للتعامل مع التقلبات والتعيرات في عالم اليوم.
من خلال تحديد بيان واضح حول قابلية المخاطر، يمكن لمجلس الإدارة وفريق القيادة التنفيذية وضع حدود واضحة يمكن من خلالها للمؤسسة تنفيذ الاستراتيجية وإدارة المخاطر. كما أنه يوفر الأساس في تفصيل وعكس الاستراتيجية ونظام إدارة المخاطر في المؤسسة، وبالتالي تشكيل ثقافة المؤسسة.
الاستراتيجية في سياق إدارة الأداء القائم على المخاطر (RBPM)، يتمثل بتخصص إدارة الاستراتيجية بتحديد الاتجاه إلى أين تتجه المؤسسة، ومدى المخاطر التي ترغب أو يتطلب قبولها للوصول إلى غايتها، وما هي الفرص والتهديدات الرئيسية على طول الطريق، وتبرز هنا اهمية بطاقة الاداء المتوازن (BSC) في ادارة الاداء القائم على المخاطر (RBPM) التي تنبثق بشكل أساسي عن إطار تنفيذ استراتيجية بطاقة الأداء المتوازن الذي يشتمل على خريطة استراتيجية وبطاقة أداء التي تصف علاقات السبب والنتيجة بين الأهداف والوسائل. هنا يتم تطوير مؤشرات اداء لمتابعة الاداء ومؤشرات للمخاط ومراقبتها.
تعد الحوكمة ايضا من الادوات الرئيسية لادارة الاداء القائم على المخاطر فالحوكمة متضمنة في منهجية إدارة الأداء القائم على المخاطر (RBPM)، فهي تدعم الالتزام ثم الإشراف على كيفية تنفيذ المدراء التنفيذيين للاستراتيجية. كما ان للحوكمة دوراً تشغيلياً يومياً تلعبه داخل المؤسسة يستند اطار الحوكمة في المسؤولية والمسائلة والاستشار والمعلومات وغيرها من مباديء الحوكمة.
ايضا الثقافة هي الأداة المثلى للاستراتيجية وإدارة المخاطر حيث تكتسب اهمية كبرى في جهود التغيير من خلال بيان القيم المؤسسية ذو الصدى الجميل في الالتزام والامتثال لاسيما الثقافة الصحيحة والمسخرة لخدمة اهداف المؤسسة.
ويلعب التواصل ورا مهما كادة من ادوات ادارة الاداء القائم على المخاطر وخاصة عندما يحدث تغيير واسع النطاق. يعد التواصل أمراً مهماً عندما تشرع إحدى المؤسسات في اتباع نهج متكامل للاستراتيجية وإدارة المخاطر، لإيصال فحوى درجة القبول عبر المؤسسة ولقيادة السلوكيات الصحيحة. ويجب أن يكون التواصل عملية مستمرة، بدلاً من أن يكون تمريناً لمرة واحدة يتكرر على أساس مخصص. يجب أن تكون المراسلات جزءاً ثابتاً من تعزيز المرغوب والمحظور حول الاستراتيجية والمخاطر ودرجة قبول المخاطر ويجب أن تغطى أهمية موازنة المخاطرة والمكافأة بشكل متكامل. إذا لم يتم ذلك، فهناك خطر كبير يتمثل في أن يعود صانعو القرار وجميع الموظفين بالفعل إلى سلوكيات غير ملائمة.
إن إدارة الأداء القائم على المخاطر (RBPM) تشكل ضرورة قصوى في العصر الحالي وعصر ما بعد كورونا نظرا لما يوفره من آلية للإشراف الفعال على الأداء والقائمين عليه وبالتالي تحقيق التوجه الاستراتيجي وتحقيق نجاح دائم بالإضافة إلى تلبية متطلبات الحوكمة المؤسسية نظرا لما توفره من مراقبة الاداء بعين ومراقبة المخاطر بالعين الاخرى.


*خبير تميز وادارة اداء مؤسسي

ikhlouf@yahoo.com

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد