المزرعة الصغيرة

mainThumb

15-04-2020 11:11 PM

منذ أيام وأنا أتحدث لصاحبي عن الزراعة حتى خيّل لصاحبي انني سأمتلك مزرعة إن آجلا أو عاجلا والحقيقة انني من كثرة ما فكرت بهذا الموضوع سأعمل بمشيئة الله على امتلاك مزرعة صغيرة يحوطها سياج خشبي أمارس فيها هوايتي في زرع الأشجار المثمرة طبعا لا أشجار الزينة لأن ذلك أجدى اقتصاديا .. وتصوروا لو أن كل إنسان يمتلك مزرعة صغيرة وأخشى ما أخشاه أن لا تكون أمنيتي هذه قابلة للتحقيق وذلك لأسباب كثيرة منها الهجرة من الريف إلى المدينة وبريق الوظيفة وحبّ الدعة مع أن الأمر في رأيي لا يحتاج إلى مثل هذا التعقيد ومثل هذا القرار من المزارع في القرى والهجر فالمواصلات أصبحت لا تعيق ريفيّا عن العودة إلى بيئته في القرية عصرا وأقول لو عمل ساعة واحدة في اليوم في مزرعته الصغيرة لقطف من ثمارها الكثير وهل هناك أجمل من أن يرى المرء كل شيء أخضر السهول والجبال والوديان والسفوح ومن منّا لا يريد أن يكتفي ذاتيا أو أن يحقق بعض الإكتفاء الذاتي فالمزرعة تحقق ذلك أو بعض ذلك على وجه التحديد .. لقد أصبح عمل الفلاح الآن موازيا لعمل المشرف على العمل وحتى في التسويق أصبحت هنالك سيارات خاصة لمثل هذا العمل وبأسعار معقولة وهذا ما يشجع المرء على أن يتوكل على الله وينشيء مزرعته الخاصة التي يحلم بها والتي تجعله يحنّ على ترابها والذي يذكّره دائما بتراب الوطن وضرورة حماية كل ذرّة من ترابه بالنفس والنفيس ويؤصل فيه الإنتماء هذا عدا عن المعاني العظيمة والقيم السامية التي تغرسها الأرض في نفوس الناس إذ كثيرا ما نسمع مثل هذه التعابير وأنت تخاطب فلآحا عريقا: لقد رويت كل ذرّة تراب من هذه الأرض بعرق جبيني ويردف بفخر وعزّة : لقد ارتوت هذه الأرض من دموعي ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد