اعقلها وتوكل

mainThumb

16-04-2020 11:54 PM


في هاتين الكلمتين ملخص لما يجب أن تكون عليه حياة المؤمن: إعداد للعدة وحساب كل صغيرة وكبيرة وعدم ترك أي شيء للصدفة، ومن ثم التوكل على الخالق عزوجل.


فالمؤمن كيس فطن، لا يؤتى من قبله، وهو يأخذ دائما بالأسباب ومن ثم يسير على بركة وتوفيق ربه.


ما أحوجنا في كل زمان ومكان إلى الالتزام بما طلب منا المولى عزوجل في إعداد العدة وتحمل المسؤولية، فالمؤمن يتحمل عواقب تصرفاته وهو إنسان منظم يعي ماله وما عليه، ويلتزم بما تطلب منه الحكومة، والذي هو لمصلحته وحمايته.


ما شاهدناه مؤخرا من بعض الممارسات والتي تعبر عن عدم وعي البعض وعدم تحملهم للمسؤوليات المجتمعية، وعدم تقديرهم لعواقب الأمور، وما نتجه عنه من إيذاء ونقل للعدوى لأقرب المقربين لهم، يعكس أن البعض لا يلتزم بالفطرة ولا يتحمل المسؤولية، ومن هنا وجب ردعه، لأنه يضر نفسه ويضر من حوله.


إن كثيرا من العادات التي كانت سائدة في مجتمعنا قبل هذا الوباء، يجب أن تزول بعده، كالتقبيل ما بين الرجال عند اللقاء، والذي يعد مستهجنا لدى الحضارات الأخرى، لأنه وبالنسبة لهم وحسب ثقافتهم يعكس بعض الشذوذ، ولا يوجد له أي تفسير منطقي، وهذا ما لاحظنا خلال دراستنا في الدول الغربية. نتمنى أن تمحى هذه العادة من ذاكرتنا لأنها سلبية بكل المقاييس ولا تعكس أبدا حب الناس لبعضهم.


المصطلح القديم الجديد المسافة المجتمعية الآمنة، يجب المحافظة عليه حتى بعد زوال هذا الوباء، فالسلام من بعيد وعدم المصافحة يعتبر أفضل وأسلم للفرد والمجتمع، فهنالك الكثير من الأمراض الفيروسية المعدية تنتقل عند الاقتراب من الآخرين أو الشرب من نفس أوعيتهم.


نتمنى من الجميع تقدير عواقب الأمور والالتزام بالمسؤولية المجتمعية وعدم التسبب بإيذاء الآخرين، ومن لم تنهه نفسه، فيجب ردعه بالوسائل القانونية المتاحة ليكون عبرة لغيره.


حمانا الله وإياكم من الوباء ووفقنا دائما لما يحب ويرضى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد