المجتمعات البشرية امام مفترق طرق

mainThumb

17-04-2020 07:16 PM

ان السؤال الذي يتبادر الى الاذهان دوما، هل المجتمعات البشرية ستشهد تغيرات ملموسة في المشهد العالمي؟ وهل سيحمل وباء كورونا معه معطيات كثيرة تنعكس بصورة او باخرى على العلاقات والروابط الانسانية بين شعوب الكرة الارضية؟.


فالاشارات على تلك التغيرات التي ستطرأ على العالم بعد انحسار موجة وباء كورونا تشي بمعطيات كثيرة، ابرزها هو ذلك الاعلان الذي اعلنه ترمب بتجميد المساعدات المقدمة لمنظمة الصحة العالمية، فلم يفق العالم من صفقة القرن وقبلها سحب المساعدات الامريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والتي كانت تقدر بحوالي ٤٠٠مليون دولار، حيث لاقى اعلانه الاخير انتقادات عدة من داخل الولايات المتحدة ومن خارجها ايضا، ولم يهتم الرئيس ترمب ولا ادارته بمالات حجب المعونات عن منظمة الصحة العالمية، والذي ستتاثر منه دولا كثيرة تمدها منظمة الصحة العالمية بحاجاتها من الادوية والعلاجات واللقاحات الضرورية للاطفال وغيرها من اصناف الرعاية الصحية المختلفة،والتي تساهم الولايات المتحدة بجزء كبير منها.


ومن تداعيات تراجع الولايات المتحدة عن دورها العالمي، برز تحد اخر يكمن في التصدع الحاصل في العلاقات بين دول الاتحاد الاوروبي، بسبب تراخي بعض دول الاعضاء فيها عن تقديم المساعدات والمعونات لدول اخرى عانت من انتشار كبير لوباء كورونا، في حين تصدرت دولا كثيرة كالصين وروسيا ودولا اخرى المشهد في مد العون للدول الاوروبية التي تفشي فيها وباء كورونا وعجزت عن التحكم به واصاب منظومتها الصحية بضربة قاسمة، وهي ترى الولايات المتحدة وقد تراجع دورها في التربع على قائمة الدول المانحة! في حين ينشغل الرئيس ترمب في كيل التهم للصين والتهوين من قدرتها على اخذ زمام المبادرة والقيام بالدور الهام، الذي كانت تقوم به الولايات المتحدة قبل ازمة وباء كورونا.


والملاحظ هنا ظهور حالة من الصراع الخفي بين قوى مختلفة في العالم، في محاولة للتحكم في القرار العالمي وتهميش دولا اخرى تعد من الدول الاكثر تاثيرا في السياسة الدولية. فهل ستصحو المجتمعات الانسانية على مشهد جديد لم يالفه البشر قبل جائحة كورونا؟ ام هل ستبقى الاوضاع العالمية كما كانت وتزداد قوة الولايات المتحدة وتترسخ زعامتها على دول العالم؟ بخاصة بعد تصاعد نبرة التهديد للصين، ليصل الامر الى سماع همس في العلن عن نية الولايات المتحدة لفرض حصار على الصين، بسبب الاتهامات الموجهة اليها بضلوعها على تحضير فيروس كورونا في المختبرات، والتزام الصمت عن الاعداد الحقيقية لضحايا كورونا!


ان المجتمعات البشرية ستصحو على مشهد جديد ربما يؤكد على ما سبق، او يدفع بموجات من التغيرات المفاجئة للجميع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد