أهلا رمضان

mainThumb

23-04-2020 11:33 PM

هلّ علينا شهر البركة والمغفرة والرحمة ، هلّ علينا في أجواء مختلفة سادها التوتر والقلق والإرباك ، ماذا فعل فينا فايروس كرونا يا رمضان ؟، عذراً للمساجد والمنابر عذراً لطريق التي سارت بها قدمينا في طريقك لنصلي في رحابك، عذراً لصلاة التراويح التي أعتدنا عليها ، عدنا لنسمع مناداة الصلاة لكن عن بعد .

ستكون مظاهر شهر رمضان حاضرة اليوم ، والجميع سيتسابق في طريقه للعوده قبل اطلاق صافرة الإنذار قبل أن يحين وقت الحظر ، لتصف السيارات أمام المنازل ، وتخلوا الطرق من الناس ويعم الهدوء أرجاء المدن ، وسننتظر المدافع مع آذان المغرب ، الله أكبر وحي على الصلاة والصلاة في بيوتكم و المساجد الخاليّة ، وسنلتم حول تلك الطاولة بوقت واحد كل يوم بنفس الجلسة ولنفس الأشخاص ، بعد ما كانت هناك عادات جميلة تضم الأسرة الصغيرة مع كل أفراد العائلة الكبيرة على سفرة واحدة ، كانت فيها الجد والجدة والأعمام والعمات والأهل جميعاً ،وستتوقف عادة تبادل اطباق الأطعمة بين الجيران ،اليوم نبحث عن التآلف بين الأسرة والآقارب عبر التواصل الاجتماعي ، سيعذر بعضنا البعض في عدم قبول العزائم و رد زيارات العائلية، وستكون هناك ما يعوض عن صلاة الجماعة في المساجد ، سيجتمع الأب مع الأبناء والأم مع البنات في صلاة الجماعة في إحدى اركان المنزل ،وسنصلي التراويح بأجواء عائلية وروحانية ، سنبدأ بنموذج مجتمعي جديد يواكب الواقع ،فبعد الساعة السادسة لن يكون لنا القدرة على المسير في الشوارع لهظم الطعام ، وسنلجأ إلى التخفيف من تناول بعض الأطعمة، وربما لن نسمع اصوات المزعجة الفتيش والمفرقعات النارية ، وستكون ربة المنزل هي الأوعى وستدرك جيداً أن أقتصاد المنزلي هو المطلوب في هذه المرحلة التي قل في موارد المالية ، ستحرص على عدم رمي بقايا الأطعمة في النفايات ، ستطبخ على قدر حاجة أسرتها وستبدع في صنع الأطعمة والعصائر والحلويات ،ستعتمد على الذات في كل شيء، وهذا ما نتمناه .

لكن ما يحزننا أننا سنفقد موائد الرحمن للسائلين عن إفطار الفقراء والمحتاجين ، سنفقد هبة الشباب في توزيع المياه على إشارات المرورية ، لكن ما يهمنا هو تعزيز فكرة بقاء المبادرات المعتاد عليها لكن بأفكار جديدة توصل وجبة الأفطار لمنازل الفقراء والبحث المتواصل على الأسر العفيفة ، ستطرق أبواب الخير كل يوم والخير سيعم ، وسيفرح بها اليتيم والمحتاج.

هكذا نحن وقد عاصرنا زمن فيه كاد أن يوقف متعتنا بقدوم شهر الفضيل ، كائن فايروسي لا يرى بالعين لكن سيتحدث به الأجيال وأجيال وسيغير من عاداتنا .

اهلا برمضان كيف ما حلّ ،شهر فضيل نستقبله بقلوبنا ونحن نقول أتانا رمضان ، سيبقى رمضان رمضان حتى لو تغيرت الظروف ،وسيذهب الوباء في يوم من الأيام والأجر لمن قدر الأيام الفضيلة ،رمضان كريم وكل عام وانتم بالف خير



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد