هل انتهت الأزمة ؟

mainThumb

27-04-2020 01:28 AM

جميع الممارسات التي يشهدها الشارع في هذه الاوقات ، تميل الى تفسير واحد وهو ان الازمة قد انتهت في الاردن ،وأنه لم يعد هناك وباء (كورونا) ، وأن الامور رجعت الى طبيعتها كالمعتاد ولا تحتاج الى فتوة رسمية ، فقد نزع الناس من على وجوههم (الكمامة) ومن على ايديهم (القفازة) وابتعدوا عن مسافات الامان ، وتخلوا عن كل الاجراءات الوقائية ، وقد بدات الزيارات واللقاءات المباشرة وهذا من جانب الافراد ، اما من جانب المحال التجارية والمنشات بانواعها كافة فلم تكن احسن حال ، فهي الاخرى ابتعدت كثيرا عن التعليمات الرسمية، من حيث عدد المتواجدين داخل المحل او من حيث التعقيم وكل ما يتعلق باتخاذ الاجراءات الوقائية .


والغريب في الامر ان المواطنين، اصبحت لديهم قناعة بان الازمة انتهت كليا ولم يعد هناك حاجة للتقيد والالتزام كما هو معهود سابقا من بدايتها، صحيح ان الوضع ليس بالسهل من حيث تحديد ساعات الخروج من المنزل وطريقة التنقل، وما تحمله المواطن من احمال فاقت قدراته وامكانياته المعنوية والنفسية والمادية وحجمت من العادات الاجتماعية والمظاهر المجتمعية المختلفة ، خاصة واننا نعيش اجواء رمضانية لها طقوسها وعاداتها لدى الكل، وما لها ايضا من اثر نفسي محبب لدى الجميع مثل الدعوات الجماعية وزيارة الاقارب والاصدقاء ، واداء صلاة الجماعة في المساجد ، واداء نافلة التراويح وما يتبع ذلك من تلاقي الناس وخروجهم بمناسبات اجتماعية وغيرها ، لكن جميع ذلك باعتقادي ليس مبرر للخروج عن اتخاذ ما يلزم من التدابير الوقائية للوقاية من وباء كورونا وانتشاره.


قد تكون التطمينات الرسمية المتكررة في اللقاءات المتلفزة من عدة جهات ، وأيضا سيطرة الاردن على اعداد المصابين ، وزيادة عدد المتشافين من المرض ، والتنفيس بعودة قطاعات كبيرة للعمل واخبار عن بدء دوام الجامعات والمدارس وبعض المؤسسات الرسمية ، واحيانا قد يكون السبب نمطية معالجة الحكومة للازمة ،واستعجالها في اتخاذ بعض القرارات المتعلقة بعمل بعض المنشات ، اضافة الى نمطية التعامل واصدار الحكومة التعليمات والاوامر من منصة واحدة ، وعدم تغير اسلوبها في التعاطي اكثر مع الازمة ، سببا محتمل سجعت الناس ممارسة حياتهم الطبيعية دون الوقاية .


على كل حال هناك مسألة غاية في الاهمية ، وهي تتلخص في ان لا يبلغ الملل والكلل مداه لدى قاعات اللجان والجهات القائمة على الازمة، بحيث تتعامل مع الجائحة بنوع من الروتين وبشكل من العمل اليومي الاعتيادي، بل يجب ان يتم التعامل مع الازمة بنفس القوة والقناعة والوتيرة التي بدات بها ، للخروج منها بوقت قصير ، وباقل الخسائر البشرية والصحية والاقتصادية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد