ما زلنا في منتصف السارية

mainThumb

08-05-2020 05:48 PM

رغم اننا في منتصف السارية في اعلان انتصاب الراية ، إذنا في الخلاص الكلي من الوباء ، باتت حالة الاسترخاء تتجلي في بعض المجالات ، لن ننكر ما وصلنا اليه من مرحلة متقدمة في السيطرة ، اصبحت محجا للفخر والاعتزاز عربيا وعالميا ؛ الا الان الاعتراف بالخطأ فضيلة، وتصحيح المسار شيء يوصف بالجيد في مثل اي حالة اختراق لمصاب بالكورونا اجواء طمانينة يعيشها الوطن بالمجمل وتتسبب بتعكير صفو هذا الاجواء ليس بالهين ، فالوطن كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (نسال الله العافية ) .


ومع رفع القبعة للنتائج التي تحققت على ارض الواقع لغاية الان في السيطرة على وباء كورونا، ورغم الاجراءات والجهود الكبيرة التي بذلت على المستوى الوطني شعبيا ورسيما على مدى شهرين متتالين ، ورغم كل التحديات التي واجهها الاقتصاد المحلي والقطاعات التجارية والصناعية والمالية، ورغم عناء المواطن وتحمله قساوة الظروف الاستثنائية وعلى حساب نفسه ودخله، ورغم غلاء الاسعار وجشع بعض الباعة واستغلالهم الظروف ، ورغم الثبات الشعبي على كل هذه الجوائح ، وفي ضوء ما تقدم تستطيع الدولة تحمل مسؤولية اغلاق المعابر الحدودية البرية امام حركة الشاحنات بالكامل ، وايجاد طريقة ما لتعويض المتضررين كباقي القطاعات الاخرى ، الا ان نعومة التعامل مع هذه القطاع او هذا الملف (الشاحنات ) جاءت بالنتيجة المخيبة للامال لدى المجتمع الاردني كافة.


وما زاد الطين بله سوي المراهنة على وعي المواطن ، وهذا ليس بالاجراء الصحيح ،في ظل اعتماد دول متقدمة كثيرة على هذه المقولة ولكنها لم تفلح ، الاصلتجنب التواكل على ( وعي المواطن ) لان الوعي بأمر ما يتضمن معرفة الانسان والعمل بهذه المعرفة من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة من حوله .

وبعيدا عن التشكيك والاتهامية حقيقة ما السبب باستمرار عمل هذه القطاع (الشاحنات) ؟ ، رغم طمانة الحكومة بتوفير السلع والمواد التموينية الاستراتيجية والاحتياطات النقدية والمواد الاساسية اللازمة لاستمرار الحياة الطبيعية ، وما عكسته التحاذير من جهات متخصصة للجهات القائمة على ادارة الازمة في ضرورة التشدد اكثر في تطبيق التعليمات والتقدم نحو الامام وللمحافظة على ما تم انجازه ، لم تجد نفعا في هذا (الملف) .


الاجدى (قطع الشك باليقين ) وهو اغلاق كامل وعدم الاعتماد على نظرية التخمين حتى نصل الى مرحلة الفوز في السيطرة الفعلية على انتشار هذه الوباء المستجد عالميا ، خاصة مع ادرك أن الخطر ياتي من الخارج عبر المطارات والحدود والمنافذ المائية وهو ما ثبت بالدليل القاطع ، لتجنب العودة الى (الخلف دور) .


على ما يبدو برز في موضوع الشاحنات تقاعسا وتهاونا في طريقة التعامل مع حركتها عبر الحدود البرية بشكل عام ، وحقيقة المواطن تواق لمعرفة سبب مواصلة انسياب البضائع والمواد عبرها ، وكأنما هذا القرار كان يخضع الى تجرية او مراهنة او دراسة.


لو قدر للجهات المعنية في الازمةَ معالجة هذه الثغرة ، لما تكلفت الدولة مسؤولية هذا الانتكاس في إعادة انتشار الوباء ، واستئناف تسجيل اصابات بالكورونا ، و كانت الدولة غنية عن الوقوع في هذا الخطأ والعودة الى مربع الصفر.


المتابع للمشهد كان يتوقع مثل هذه النتيجة بسبب التراجع الملاحظ في حدة تعامل الحكومة في تنفيذ التعليمات والاوامر المتعلقة بالسيطرة الكاملة على الارض وتسارع وتيرة اتخاذ اجرارءات استئناف العمل والدوام والنشاط بالقطاعات كافة.


وكان جلالة الملك عبد الله السباق في التأكيد على الحكومة الانتباه والحذر باتخاذر التدابير والمدروسة اللازمة ، وعدم التراخ في تطبيقها مقدما بذلك جلالته صحة وسلامة المواطن، وأن اي خطأ سيعيدنا الي الوراء ، وهذا ما تم بالفعل تسجيل انتكاسات مخيبة للامال والعودة خطوات الي الخلف.


لا بد من كسب الوقت ، في ظل استمراية المعركة مع الوباء ، ما لم يتم التوصل الى لقاح او علاج له.


فعملية الحجر المنزلي لا تجد نفعا في ظل الظروف المعيشية لبعض الفئات نتيجة عدم تحقيقها الشروط اللازمة لذلك الغرض ، والتحول الى اعتماد الحجر المؤسسي هو عين الصواب ، واعادة النظر بموضوع اخذ تعهد على الشخص لالتزامه بالحجر المنزلي في ظل تجارب فشلت ، ومتابعة مثل هذه الحالات بالفحص والمراقبة ، وبالنسبة لحركة الشاحنات هناك حلول متعددة اصحاب الاختصاص اعلم بها ومنها (المناولة ) في حال تعذر الاغلاق الكلي للحدود البرية امام حركة الشاحنات.


لكن املنا في تجاوز هذه الازمة والعودة الى تسجيل حالة صفر كبير باذن الله تعالي وبجهود اجهزتنا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد