النكبات العربية

mainThumb

17-05-2020 02:49 AM

لا أظن أن الشعوب العربية بمجملها أصبحت تعوّل على الأنظمة، في حل قضاياها المصيرية وعلى رأسها فلسطين، ولا أقول قضية فلسطين، لأنها ليست قضية يُحتمل فيها الكسب والخسران، ويستطيع الجانب الذي يملك التأييد الدولي أن يملي إرادته على الطرف الضعيف، بل هي حق لا يمكن التنازل عنه بغص النظر عن حكم المحاكم المنحازة..


أقول ما عادت الشعوب العربية تعول على الأنظمة التي أماط معظمها اللثام عن وجهها القبيح، وكشفت صراحة عن دورها الذي وجدت من أجله وهو إقامة دولة اسرائيل وحمايتها من الشعوب العربية، ولذلك تظهر هذه الأنظمة بمجسم دولة تملك أجهزة ولكنها لا تعمل إلا على الشعوب..


ما كان لنتنياهو ولا لعصاباته أن تتمادى هذا التمادي لو كانت تعرف أن هناك شعوبا حرة وواعية تدافع عن حقوقها بكل ما تستطيع حتى لو بأجسادها العارية، وهم يعلمون أنهم وضعوا مشتتات وترهات تفرق الشعوب عن هدفها في تحرير نفسها أولا ثم بلادها ثم مقدساتها، وهذه الأجهزة المشتتة تعمل ليل نهار ضد الشعوب التي تولت عليها من قِبل صُناع اسرائيل..


الاحتفال في ذكرى نكبة الشعوب العربية، ثم ننتشي بأننا عبرنا عن سخطنا ورفضنا لوجود اسرائيل، لا يغير من الواقع شيئاً !! الذي يغير واقعنا هو الثورة على كل الترهات والمشتتات التي وضعونا فيها، من أصغر فكرة تغذي الفرقة الى الدويلات التي سادت في عالمنا العربي، وأصبح كل واحد منا يتعصب لبلده ضد شقيقه، واسرائيل تنظر وتقهقه على جهلنا وضياعنا، الى أبواق التدين المسمومة التي تنفخ فيها اسرائيل، فجعلت منها مجسمات عجول لها خوار، تضل عن سبيل الله وتبغيها عوجاً..


نكبتنا بدأت في بداية القرن العشرين، وولدت نكبات قد يكون أخفها نكبة فلسطين، فالنكبة التي تعي عليها وتسعى للخروج منها والتغلب عليها ليست نكبة، انما النكبة التي تعيش في ظلها وتخنقك، وأنت تشعر بكل حواسك أنها نعمة..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد