الوَحْدة الوَطنّية قوة والتزامٌ وَمسؤوليّة

mainThumb

12-06-2020 09:31 PM

نَحنُ نؤمنُ أنَّ الوَحدةَ الوَطنيّةَ ليستْ شِعاراً يُرفع، وإنّما ضَرورةٌ للحِفاظِ على وَحدةِ الأوطانِ وقوتها، وهي بمعْناها الشُمولي مَضمونٌ عَظيمٌ، ومِنَ المُسلّماتِ الوَطنيةِ التي يجبُ صونَها والمحافظةَ عليها باعتبارها مُرتكزاً أساسيّاً لنهوضِ الأممِ، وتَحقيقِ الأمنِ المُجتمعي، وَتزدادُ اهميتُها والحاجةُ اليها عندَ تعرّضِ الوَطنِ للأزماتٍ لما يَحتاجُه الجَميعُ من تكاتفٍ وَتآزرٍ وتآلفٍ لتُشكلَ جميعُها طوقَ نجاةٍ للوطنِ والمُجتمع.


لقد أرسى رَاعي الوَحدةِ الوَطنيةِ، جَلالةُ الملكِ عبدُ الله الثاني دَعائمَها، وفي ظلّ القِيادةِ الفِكريّةِ لجلالتِه التي ينتهجُها حفظَه الله حيثُ يؤكدُ دَائماً على تَعزيزِ وَحدةِ مُكوناتِ المُجتمعِ الأردني ويَدعُو الى التَرابطِ والتراحمِ، ِوقد أولى اهتماما بَالغاً لها وحِرصاً كبيراً عليها من خِلالِ دًعوتِه الدَائمةَ الى توثيقِ عُرى المَحبةِ وَتقويةِ الرَوابطِ بين أفرادِ المُجتمع مُمَثِلاً القُدوةَ في تَرسيخِها، وَيظهرُ هذا جَلياً من لقاءَاتِ جلالتةِ المُستمرةِ مع شعبِه وتَواجدِه مَعهم وبَينهم في كافةِ المُناسباتِ الوَطنيّةِ والدّينيّةِ مما يبعثُ برسالةٍ واضحةٍ بأنَّ الأردنيين قيادةً وشعباً يشكلونَ حالةً واحدةً مُوحّدة، وهذا ما جعلَ النُموذجَ الآردني في التآخي بين الجَميعِ مَصدرَ فَخرٍ للجميعِ ورِسالةً إنسانيةً للعالمِ أجمع قي كيفيةِ ِ الإحترامِ بوجودِ تَعددِ الثقافاتِ في المُجتمعِ الواحدْ.


إنَّ فسيفساء مجتمعنا الأردني وألوان الطيف الجميلة يُشكلُ حالةً فريدةً من الإنتماءِ الوَطني حيثُ أنَّ التعددية في الرؤى والأفكار ِ لمْ يَزدْه إلا تَماسكاً يَستندُ الى الرَصيدِ الكبيرِ من المحبةِ والتَسامحِ والتكاتفِ والتآخي بين اطيافِه المختلفةِ ويَستلهمُ هذه المَكارمَ والقيمَ الإنسانية من إرْثنا الحَضاري ِ والمستمدة من وَحي الرّسالاتِ السماويّةِ السّمحةِ التي خصَّ الله بها هذه الارضَ المباركةَ ومَا يَجمعُنا منَ القيمِ والعَاداتِ المحمودة.
كَما يُعتبرُ التنّوعُ القيمي والإختلافِ في الثقافاتِ وما يَنبني عليهما من افكار ٍ هي سُننٌ كونيةٌ تلائمُ طبيعةَ البشرِ، فهو يُمثلُ حالةً من المشاركةِ والتفاعلِ ويحققُ فائدةً للجميعِ ضمنَ إطارٍ يقومُ على احترامِ النظامِ القِيمي والإجتماعي والأخلاقي حيث إنَّ كافةَ مُكوناتِ النَسيج الوَطني تُساهمُ في بناءِ الدولةِ الأردنيةِ وتعملُ على بلورةِ الأهدافِ والتطلعاتِ المُشتركةِ وتنميتها وتَطويرها مُعتمدةً على ما تمتلكُه من ثقافةِ الوَحدةِ الوَطنيةِ والإلتزامِ بمُقتضياتِ الإنتماءِ مُوجِهةً بوصلتَها صَوبَ التطلعاتِ الكبرى للوطنِ وبما يكفلُ للجميعِ الأمنَ والرخاءَ والإستقرار.


كَما أنَّ تحقيقَ المَصالحِ العُليا عقيدةٌ راسخةٌ في نفوسِ وعقولِ الشُرفاءِ يحمعها عاملٌ مشتركٌ هو الانتماء والوفاءُ للوطن الذي يحتضننا جميعاً متساووينَ في الحقوقِ والواجباتِ، وكجزءٍ من قيمنِا الوطنيّةِ نجدُ المواطنَ الحقيقي دائماً قي مُقدمةِ الصّفوف ضدَّ أعداءِ الوطنِ والمتربصين به، واعياً وملتزماً بالقوانينِ التي تضمنُ الأمنَ والأمانَ للجميع دونَ استثناءٍ مما يجعلُ البيتَ مُوحّداً وآمناً.


إنَّ المبادىء والضوابطّ الأخلاقيةَ خُلقٌ أصيلٌ فينا نحنُ الاردنيين تجمعنا عَقيدةٌ وَاحدةٌ هي حبّ الوطنِ والوَعي حيث يشكلُ نسيجُنا الوطني نَهجاً متكاملاً مع قيادتِنا الهاشمية الحكيمة في الحفاظِ على الوطنِ وصَونِ مكتسباتِه مهما اختلفتْ الرؤى والأفكار ُ والتوجهاتُ لتسودُهم اجواءُ المحبةِ والوَفاءْ والمنعة والقوة حيثُ يتخذون التعايشَ الإيجابي دستوراً راسخاً في قلوبِ ابنائها، وما عَداه زائفٌ وباطلٌ، ومن هُنا ننبه الى أنَّ كلَّ فعلٍ او قولٍ اوتصرفٍ يَستهدفُ المَساس باي مكون من مكونات الوطن، هو صَوتٌ مأجورٌ ويمثل إساءةً لكلّ مكوناتِ النسيج الوطني الأردني الواحد، وستقف وَحدتنا الوطنية الصلبة في وجه هذه الأصوات النشاز التي غالبا ما تصدر عن جهل أعمى أو تعصب مقيت أو مرتجف ماجور.


وبعد، فان تراص الصفوف اطيافِ الشعبِ الأردني والحمد لله، راسخٌ ومُتجذر حيث أنَّ الجميعَ شركاءٌ في بناءِ الوَطن وإعلاءِ شأنِه، اسرةً واحدةُ مُتماسكةً تستظل تحت سقف بيتنا الأردني الرصين المتين بقيادة جلالة سيدنا راعي مسيرة البناء والنهضة وحادي الركب.
حَـفــــظَ اللهُ الوَطــــــنَ وقائـــــــــــدَه وشـعبـــــــَـه

 

دبي – دَولةُ الإماراتِ العربيةِ المُتحدة
Masadeh _1965 @ yaoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد