الأردن لا يُهدد

mainThumb

16-06-2020 05:50 PM

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة قسم " والله لو ترتد الكرة الارضية ما بتراجع عن فلس " لا ادري ما معنى هذا القسم ولا ادري من اين تم الحصول عليه حتى يقوم نائب نقيب المعلمين بالحلفان به ، في ظل خصم العلاوات الخاصة بالمعلمين أثر جائحة كورونا .

لم يكن المتضررين من هذه الجائحة فقط المعلمين ، بل تضرر جميع الشعب الاردني في كافة طبقاته ، ولا اخص بالذكر فقط الاردن بل العالم أجمع تضرر من هذا الوباء ، ولكن كان الأهم لديهم هو التغلب عليه لا اثارة نعرة مجتمعية بين شعبه ، فالعدو واحد والتكاتف جماعي فمن يستحق النصر اذاً ؟

علاوات خُصمت من جميع أبناء هذا الوطن وذلك أثر الإغلاقات التي حصلت في الشهور الاولى من هذه الجائحة ، ولا تزال الإغلاقات الخارجية مستمرة ، والخسائر مازالت تزداد ولكن عندما نتحدث عن دولة فضلت شعبها عن اقتصادها ، صرفت رواتب لأكثر من شهرين دون وجود أي أعمال يقومون بها الموظفون ، كانت يداً واحدة وكان أهم ما لديها صحة المواطن واليوم العلاوه اصبحت اغلى من الوطن .

اليوم وبكل صدق اخاطب نقابة المعلمين : هل العلاوة اغلى من تراب هذا الوطن ، لو بقيت كافة قطاعتنا تمارس عملها بشكل اعتيادي خلال الاشهر الماضية ، هل يمكنك ان تقوم بالشرح الوافر لي ماذا كان سيكون قيمة العلاوة مُقابل وباء مُنتشر وانهيار في النظام الصحي لدينا " لا قدر الله " ، حتى رسمها في الخيال لا يمكن تقبله .

من يستحق العلاوة اليوم هو جيشنا الاردني الباسل " الجيش العربي ، الذي وقف مستيقضاً طول الليل حتى تنام عيوننا بكل راحة واطمئنان ، هو الذي تحمل جميع هذه الظروف حتى يبقى الاردن شامخاً قوياً لا يمكن المساس به بأي شكل من الاشكال حتى ولو كان "وباء " فهو عدو لهذا الشعب ، والعدو لا وجود له بين أبناء هذا الوطن .

من يستحق العلاوة اليوم هو خط الدفاع الأول "الجيش الأبيض " اصحاب المراييل البيضاء ، هم الذين بقوا يواصلون عملهم لايام متواصله دون كلل أو ملل ، هم الذين حاصروا هذا الوباء بجميع اماكنه ، هم من رفضوا الراحة والنوم واصروا على متابعة ومواصلة عملهم ، هم من وربطوا ساعات الليل بالنهار، حتى يُطرد هذا الوباء من أرض هذا الوطن .

اسلوب التهديد والوعيد الذي اتبعه نائب نقيب المعلمين لم يكن بمحله ، الأردن لا يُهدد ولا بأي شكل من الأشكال ، الأردن حر يعطي العلاوة لمن يستحقها ، اذا لك حق سوف تأخذه بكل تأكيد ولكن بالتهديد والوعيد لن تأخذ شيء ، وتذكر دائما ان هذا العالم وليس فقط الاردن يمر بأزمة مالية صعبة فكن مع الاردن ولا تكن عليه .

" عزيزي " الاردن اغلى من جميع هذه العلاوات ، من فضل شعبة عن اقتصاده يستحق منا كل الجهد والمثابرة حتى نُعيد اقتصاده أفضل مما كان عليه ، ما قيمة العلاوة في وطن يسكنه الوباء ، في بداية هذا المقال كتبت قسماً لك لم افهم معناه والان سأعيد القسم بأسلوب جديد " والله لو ترتد الارض هذا الوطن لن ابدله بأي علاوة " .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد