أبو تمام في سطور

mainThumb

20-06-2020 09:42 PM

السوسنة - أبو تمام من شعراء القرن الثالث الهجري ، وصل إلى مرتبة عالية في الخلافة العباسية ، و شُبّه بالنحّات ، فكما أن النحات ينحت الصخر فكذلك أبو تمام ينحت شعره نحتا فيأتي به متينا صلبا .


أبو تمام هو حبيب بن أوس الطائي ، والده صليبي من الطائيين ، ولد في قرية جاسم سنة 190هـ ، و نشأ و تربى في دمشق . نشأ في أسرة متوسطة الحال ، و يقال أن والده كان يعمل عطارا . و تردد أبو تمام إلى أماكن العلم المختلفة ، مثل الجامع الأموي و غيره من المساجد . و التقى بالعلماء و استمع إليهم و تثقف ثقافة واسعة في اللغة و الشعر و أخبار العرب و التاريخ و الدين و الفلسفة و المنطق ، و استمع إلى مناظرات علماء الكلام و استفاد من أساليبهم .

تعرف على الممثل أحمد حلمي


عمل حائكا ، و هذه المهة أعطته الصبر و الدقة في شعره ، و يروى أنه رحل إلى مصر ، و كان يسقي الماء في جامع عمرو بن العاص في الفسطاط ، و ينهل من علم العلماء في هذا المسجد ، و في مصر مدح عامل الشرطة فيها و هو " عياش بن لهيعة " و هو يمني كأبي تمام ، و أخذ منه العطايا . لكن العلاقة فيما بعد فسدت بينهما ، فعاتبه و هجاه ، و مدح في مصر عبد الله بن طاهر بن الحسين الذي كان واليا على مصر و قضى على بعض الثورات في الأسكندرية 211 هـ - 213 هـ .


ثم عاد إلى دمشق و فوجئ بمقتل محمد بن حميد الطوسي الطائي في حربه مع بابك الخرسي ، و رثاه بأكثر من قصيدة من أجمل ما قيل في الرثاء .


ثم بدأ بالتنقل بين مدن خراسان و بلاد الشام و مدح الوزراء و الولاة ، ثم مدح المعتصم و مدح ابنه أحمد و مدح وزيره ابن الزيات ، و مدح قاضيه أحمد بن أبي دؤاد ، و مدح كاتب ابن الزيات الحسن بن وهب .


و يروى أّنّه ملّ من التنقل فطلب من الحسن بن وهب – كاتب ابن الزيات وزير المعتصم و الواثق – أن يساعده في تولي وظيفة ما ، فساعده في تولي بريد الموصل ، و أقام أبو تمام فيه سنتين ، ثم استعفى من هذا العمل ، و توفي بعد ذلك بفترة ، و دفن في الموصل سنة 231 هـ .

من هو الفنان أحمد قعبور ؟


و العوامل التي أثرت في تكوين شخصية أبي تمام الشعرية كثيرة ، منها :
أولا : ثقافته الواسعة و العميقة . إذ استغل ثقافته كلها في شعره ، و كانت ثقافته متنوعة ، و كان يحفظ الكثير من المقطوعات و الأراجيز و القصائد ، و ينقدها ، و أكبر دليل على ثقافته كتابه " الحماسة " .
ثانيا : الرحلات و التنقلات . إذ أفادته رحلاته إفادة عظيمة ، يقول :
و غربت حتى لم أجد ذكر مشرقي و شرقت حتى قد نسيت المغربا
ثالثا : ما كان يتمتع به من ذكاء نادر ، و بديهة حاضرة ، و ملكة شعرية فريدة . و قد صقل هذه المواهب بالثقافة و العلم .

موضوعات شعره :
و من أكثر الموضوعات التي قال أبو تمام فيها الشعر هو موضوع المدح، و ذلك لاتصاله الدائم و المستمر بالخلفاء و الوزراء و الولاة و القواد .
و قد سار أبو تمام على نهج القصيدة العربية ، فجعل لها مقدمة وأحيانا مقدمة طللية كالقدماء ، و أبدع في وصف الخيل ، و أكثر مقدماته الطللية كانت في قصائده التي يمدح فيها العرب ، و أحيانا كان يجعل المقدمة في الغزل أو الشكوى من الزمن أو الفخر بالنفس أو وصف الطبيعة ، و قد أبدع في وصف الطبيعة و برع في وصف الربيع . كما برع في الرثاء ، و له شعر قليل في الزهد و المجون ، والهجاء ، لكنّه لم يبرع في الهجاء . كما له شعر كثير في الحكمة .
أهم النواحي الفنية في شعره :
يعد أبو تمام من أشهر من اتبع الاتجاه المعروف بالبديع ، و بناء على ذلك فقد اتسم شعره بما يلي :
أولا : الأسلوب الجزل الرصين الصلب المتين .
ثانيا : المعنى الغريب الذي لا يخطر على بال الإنسان العادي .
ثالثا : الألفاظ القوية الجزلة ، الغريبة أحيانا .
رابعا : الإكثار من فنون البلاغة عن قصد و عمد ، و ليس عفوا أو طبعا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد