أردننا جنة .. ولكن ؟

mainThumb

21-06-2020 01:12 PM

اطلقت وزارة السياحة مشكورة اعلانا سياحيا لجذب الاردنيين للاماكن السياحية والتي تعاني ازمة اقتصادية بسبب جائحة كورونا والحجر المفروض على التنقل في معظم دول العالم , ان هذه الخطوة ايجابية وخاصة بعد ان عانى الاردنيون من الحجر لمدة ثلاثة اشهر متتالية لذلك فهم بالتاكيد سيتوجهون الى االامكان السياحية في الداخل وخاصة انها المتنفس الوحيد لهم في الوقت الحاضر بسيب الحجر القائم على السفر لخارج الاردن. ان هذه الخطوة كما قلنا رائعة وبالاتجاه الصحيح لتسويق الاردن محليا وكل االاردنيون ينظرون الى اردنهم كالجنة بل ربما يرونه اكثر من جنة فهذا الوطن يستحق منا جميعا كل المحبة والولاء, لكن كما يقولون الحلو ما بيكمل فوزيرة السياحة مشكورة نسيت امرين مهمين حتى لا تتشوه هذه الجنة وهما الاول: الطرق المؤدية للاماكن السياحية والثاني : العائلات الاردنية العالقة في الداخل والخارج لانها شريان الحياة للسياحة والحركة الاقتصادية.
ان الطرق الرئيسية والتي تربط المحافظات الاردنية ببعضها البعض والتي هي شريان الحياة للاماكن السياحية للاسف لا زالت تعاني عدم الانجاز للمشاريع القائمة بها مما يجعلها خطيرة وغير سالكة احيانا رغم مرور سنين على بعضها فطريق الموت (الطريف الصحراوي) والذي حصد ارواح العديد من الاردنيين لا زالت مشاكله تظهر بين الحين والاخر واخرها كان فقدان اربعة من كوادر الامن العام واما طريق عمان العقبة فحدث ولا حرج فرغم الانجازات القائمة به لكن لا زال العمل لم ينته به والتحويلات والحفر والكميرات لا زالت تحصد الارواح والاموال واما طريق الرعب (البحر الميت من خلال التحويلة عبر ناعور) واسف لقول هذا ولكن جرب العودة ليلا يوم الجمعة من خلاله وانظر معناة الزحمة والصراع والمطبات والحفر ولو ذهبت لطريق عمان السلط القديم فحاله ليس افضل, واما في داخل العاصمة فمشروع الباص السريع وتقاطع الارسال وحفر ,ومطبات الشوارع الداخلية في ااحيائها فحدث ولا حرج والسؤال الذي يطرح نفسه امام وزارة المواصلات لماذا كل هذا التاخير في المشاريع؟ المفروض شارع مثل شارع عمان البحر الميت باهميته يجب ان يتم التعامل مع شركات عالمية سريعة الانجاز فهذا الشارع شريان اقتصادي مهم مثله مثل شارع مان العقبة , اسئلة كثيرة تدور على السنة الاردنيون وهم يدفعون الضرائب ولا يرون اية نتائج اقلها في الشوارع , اين البلديات والامانة ؟ ما دورهم ؟ لماذا كل هذا التلكؤ بالانجاز والمبررات التي لا داعي لها, لو كان هناك كفاءات تخطط مسبقا لمثل هذه المشاريع اضافة الى الشفافية والمساءلة لماحدث ما يحدث وباعتقادنا ان اردننا زاخر بمثل هذه الكفاءات لو تم استغلالها بعيدا عن المحابة والشللية.
اما قصة العائلات الاردنية والتي تقطعت بها السبل في بلاد الغربة وجزء منها هنا في بلدها الاردن فهي قصة اخرى تستحق ان تقف عندها الحكومة وتفكر جليا , فالاردنيون جزء من عائلاتهم موجودة في الاردن بسبب التزمات عائلية وهي سنويا تلتقي هنا في الاردن وهناك في بلاد الغربة وبسبب جائحة كرونا فهذه العائلات انقسمت ولم تلتقي منذ اكثر من ثلاثة اشهر وهي تنتظر قرارات الحكومة بشانها فهذه الشريحة تمثل جانب من الاقتصاد الاردني مهم وهناك بعض الدول واذكر هنا الامارات العربية سمحت بعودة هذه العائلات وكل من يحمل اقامة سارية واعطت موافقات حددتها بثلاثة اسابيع وهذه فرصة لاعادة مثل هذه العائلات الى اماكن اقماتهم ولكن العقبة التي تقف امامهم هي اغلاق المطار , والسؤال لماذا لا يتم فتح المطار امام مثل هؤلاء الاردنيون الراغبين بالعودة الى اماكن اقامتهم واعمالهم ؟ خاصة ان العديد من الدول بدات بفتح مطاراتها ,على الحكومة ان تفكر بهم فيكفي ان البعض فقد وظيفته .
اما الجزء الاخر من الاردنيون والذين يعودون بالصيف لقضاء اجازاتهم في وطنهم الاردن, فهذه الجنة هم يكملونها وباعتقادنا انهم المحرك الاقتصادي الوحيد والذي من خلاله تتنفس معظم القطاعات الاقتصادية على راسهم السياحة الداخلية بكل اشكالها , وهنا نسال ما الذي ستفعله الحكومة بخصوصهم ؟ لا بد من اجراءات تخفيف اخرى منها فتح المطار امام المسافرين مع تخفيف فترة الحجر للذين لا يعانون اية مشاكل ولا يوجد عليهم اية اعراض مرضية يكتفى بالحجر المنزلي واستخدام الاسورة مثلا ,واما الذين لديهم اعراض يطبق عليهم كل الاجراءات اللازمة , على الحكومة ان تثق بنفسها وتستمد هذه الثقة من خلال نجاحها بالسيطرة على هذا الوباء وان تدرك جيدا انه لا عودة الى الاغلاق لان الوضع الاقتصادي لا يتحمل مطلقا ,واخيرا كل التحية لوزيرة السياحة وبالذات لوزير المواصلات للاسراع بانجاز الاصلاحات والمشاريع في الشوارع المهمة, نعم اردننا جنة ولكن بابنائه الذين ينتظرون معانقة ارض وطنهم واهلهم سيكون نعيما وجنان , حمى االله وطننا وجمعنا مع ابناءنا وااخواننا قريبا وحفظ قائده وولي عهده ورايته الهاشمية انه السميع المجيب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد