اَلْعَقْلُ زِيْنَةٌ وَاَلِّي بَلاَه حَزِيْن (نَة)

mainThumb

23-06-2020 03:20 PM

لقد خلق الله الملائكة بعقل وبدون غريزه فمعادلة الملائكة = عقل (ع) + صفر غريزة (غ) فلا تتكاثر، وقد ميَّزَ الله الإنسان عن غيره من مخلوقاته من الحيوانات بأن خلقه بعقل وغريزة (معادلة الإنسان = ع (عقل) + غ (غريزة). وأما الحيوانات كما كتبنا سابقاً وشرحنا في أكثر من مقالة لنا، فقد خلقها الله بدون عقل وبغريزة فقط (معادلة الحيوان = غ + صفر ع). ولهذا السبب فإن غلبت الغريزة على العقل عند الإنسان أصبحت معادلته تساوي معادلة الحيوان = غ + صفر ع أي يصبح في تصرفاته كالحيوان وهنا نقول عنه: حزين ما عنده عقل يتحكم في تصرفاته. وإن غلب العقل على الغريزة عند الإنسان أصبح كالملائكة فمعادلته تصبح معادلة الملائكة = ع + صفر غ، ونقول: ما شاء الله عنه ملائكة في تصرفاته وفي عقله وفعلاً عقله زينه. ولكن للأسف الشديد أن معظم بني آدم هذه الأيام همهم الوحيد تلبية رغبات غرائزهم المختلفة من طعام وجنس وجاه ومنصب ومال وحب الدنيا عن الآخرة ... إلخ من مغريات الدنيا. ولا يُحَكِّمُون عقولهم في أمور الدنيا ولا يدركون أن هذه كلها أمور دنيوية زائلة بزوال حياة الإنسان ولا يبقى إلا الحكمة والأعمال العقلانية التي ترضي رب العالمين. وفقاً لأوامره ونواهيه الموجوده في كتاب الله القرآن الكريم أو في تعاليم الديانات السماوية السابقة وأحاديث رسوله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وما سبقه من رسل وأنبياء. وكلما إبتعدنا عن تعاليم الله وإتبعنا شهواتنا وغرائزنا أصبحنا كالأنعام نساق كما تساق وتوجه كما يوجهها راعيها أو تعيد كلاب الراعي من شرد منها وخرج عن سلطانه إلى سلطانه إذا جاز لنا التعبير.

يحكى أن إبنة هولاكو زعيم التتار كانت تطوف في شوارع بغداد، فرأت جمعاً من الناس يلتفون حول رجل منهم، فسألت عنه فإذا هو عالم من علماء المسلمين، فأمرت بإحضاره فلما مثل بين يديها، سألته: ألستم المؤمنون بالله؟، قال: بلى ، قالت: ألستم تزعمون بأن الله يؤيد بنصره من يشاء؟، قال: بلى. قالت: ألم ينصرنا الله عليكم؟، قال: بلى، قالت: أفلا يعني ذلك أننا أحب إلى الله منكم؟، قال: لا، قالت: وَلِمَا؟، قال: ألا تعرفين راعي الغنم؟ قالت: بلى ، قال: ألا يكون مع قطيعه كلاب؟، قالت: بلى يكون، قال: ما يفعل الراعي إذا شردت بعض أغنامه وخرجت عن سلطانه؟. قالت: يرسل عليها كلابه لتعيدها إلى سلطانه، قال: كم تستمر الكلاب في مطاردة الخراف؟، قالت: ما دامت شارده، قال: فأنتم أيها التتار كلاب الله في أرضه وطالما بقينا شاردين عن منهج الله وطاعته فستبقون ورائنا حتى نعود إليه عزَّ وجلَّ. ولا زالت معظم الأمه الإسلامية والعربية شاردة وكلاب العالم تطاردها للأسف الشديد (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأنعام: 179))، (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلً ا(الفرقان: 44)). فالكثير منا إمعة ينفذون ما تأتيهم من تعليمات أو أوامر أو توجيهات ممن فوقهم في المسؤولية دون إعمال العقل فيها ونقاشها من كل جوانبها، ويقومون بتنفيذها ويقعون في مشاكل لها بداية ما ليس لها نهاية مع من طبقوها عليهم. ليس كل شيء يأتينا من أوامر وتعليمات وتوجيهات نقول حاضر دون تفكير في الموضوع من جميع جوانبه ونعطي الموضوع أهمية قصوى حتى لا نندم بعد ذلك عن أي تصرف يحسب علينا. فربما المسؤول الأعلى عندما أصدر التوجيه أو الأمر أو التعليمات لم يعلم تفاصيل الموضوع ألذي أصدر بشأنه الأمر أو التوجيه أو التعليمات وليس كل الحالات التي تخص الموضوع خاضعة لنفس الظروف، فعلينا إعمال العقل والتفكير برويه ودراسة الموضوع من جميع جوانبه قبل أن ننفذ الأوامر أو التوجيهات أو التعليمات. نرجوا أن تكون وصلت الرسالة للمسؤولين في قمة الهرم ومن يأتي في المسؤولية بكل مستويات هرم المسؤولية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد