حرب الاشراف على رسائل الدراسات العليا

mainThumb

23-07-2020 01:46 AM

يتسابق الطلبة في الوصول إلى مشرف على رسالته في الدراسات العليا وقد تستعر الحرب بين الطلبة في الاتجاهين، وذلك عندما يكونوا من المجتهدين والمتطلعين إلى مستقبل اكاديمي واعد، فتجد الصراع للوصول إلى مشرف يحظى بالاحترام والعلم والمحبة وصاحب سمعة أكاديمية جيدة في مجال تخصصه وتتجاوز حدود الوطن إلى الخارج.

ويفخر الطالب بان مشرفه فلان وسيبقى اسمه ممهورا على رسالته مدى الحياة كمصدر الهام ودافع للتفوق والابداع،. ولا زلت اذكر حين استمعت لمحاضرة في جامعة قطر في سبعينيات القرن الماضي ما قيل عن العلامة التربوي الاستاذ الدكتور جابر عبد الحميد جابر من مصر العربية باعتزاز وفخر انه من تلامذة ومدرسة الفيلسوف( جون ديوي.John Dewey) منظر الفلسفة البراجماتية في العصر الحديث .

وفي المقابل يتسابق الضعفاء من الطلبة في معظم الاحيان في البحث عن المشرفين الذين يلهثون وراء الطلبة مقابل دراهم معدودة او هدية من طالب من خارج الحدود، ويتفنون في اصطياد الطلبة وسيبقى هذا المشرف المرتشي والضعيف وصمة عار للطالب مدى الحياة ويستعر منه اذا افاق يوما ما من وهم الشهادة، او تعرض لموقف علمي او مقابلة للعمل بالسؤال عن مشرفه او لجنة المناقشة، وتجد مثل هؤلاء قد يدخلون حربا لا هواده فيها لضمان اعداد من الطلبة ولا يهمه التخصص او الطالب ولكنه ما يعنيه ان( العداد عنده مسكر) .

وقد وصلت الحرب الضروس بين زملاء المهنة إلى قطيعة لسنوات بسبب خطفه طالبا منه، وقبل شهور اتصل بي صديق اكاديمي من دولة خليجية يسألني عن طالب وظيفة يحمل درجة الدكتوراة، وانا اشهد ان الطالب على خلق وادب ومتمكن من تخصصه، لكنه ابتلي بمشرف ضعيف ومرتشي ولا يحظى بالاحترام وسجله غير مشرف، مما عقد امور الطالب، والتقيت بطالب اخر يدرس في برنامج الدكتوراه ويفكر في اعادة دراسة الماجستير حتى يتخلص من اسم مشرف رسالته في الماجستير بعد ان اكتشف حقيقة تواضع ذاك المشرف علما وسلوكا.

وبعض الطلبة يخجل بالافصاح عن اسم مشرفه ، وهذا ينسحب على لجنة المناقشة والتي يتداول فيها لجان كل حسب مستواه فتجد الضعيف يرشح من هو اضعف منه حتى يستر عورته وضعفه، والقوي والمتمكن يرجو الكبار علما ان يكونوا في لجنة المناقشة حتى تزداد الرسالة مناعة وقوة، وبالرجوع إلى الاحصائيات المتوفرة لدى الدراسات العليا في الجامعات الاردنية ستجد ان هناك اسماء تدور على كل الجامعات وتتكرر نفس الوجوه وبالتبادل.

وتستثنى القامات العلمية من هذه اللجان، وهذا خلل في النظام والتعليمات التي تسمح بهذه الاختراقات، والتي تسيء إلى الدراسات العليا في الداخل والخارج.

اما الدكاكين التي تبيع البحوث والرسائل فحدث ولا حرج ولها سماسرة من بعض أعضاء هيئة التدريس، وهذه مسؤولية مشتركة لايقاف هذه المهازل لان دفن الرؤوس في الرمال وترحيل الازمات والهروب للامام لن يجدي نفعا، وسيأتي اليوم الذي تسمعون فيه عما يدور في الجامعات من على منابر مجالس الامة في بعض الدول الشقيقة لسحب الاعتراف ببعض الجامعات، لان رائحة بعض الممارسات المخجلة تزكم الانوف، وما خفي اعظم؟. وليعذرني صاحب الابيات لتعديل بسيط في كلماتها ليتناسب مع محتوى الخاطرة

*واختر مشرفك واصطفيه تفاخرا ** إن الطالب إلى المشرف ينسب

*واحذر اختيار الضعيف فانه* يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد