طريق الموت

mainThumb

15-08-2020 06:00 AM

عندما تقرأ العنوان سيخطر في بالك انها مجرد دُعابة أو بهدف تجميع المشاهدات فحسب ولكن الموضوع اخطر بكثير من هذا التفكير ، نحن نخاف من الأوبئة ونخاف أن تزداد الإصابات كما نخاف ان نسجل وفيات ، ظناً منا أن الأوبئة أخطر بكثير من البنية التحتية ، وان الشوارع والحفر والانزلاقات ليست خطيرة بل في منتهى الأمان فهي فقط تحتاج لنطق الشهادة قبل الخروج من المنزل وهذا ينطبق بكل تأكيد على " الطريق الصحراوي ".


حرصت وزارة الصحة على تقديم الإرشادات التوعوية لمنع تزايد حالات الوفاة بفيروس كورونا فعدد الوفيات المسجل لغاية هذه اللحظة ١١ وفاة وهذه حصيلة اكثر من اربعه أشهر وهذا فخر كبير بالنسبة لحكومتنا ، ولكن موجع للغاية لنا لان حكومتنا تحاول ان تخفف وفيات كورونا ولكن ليس لديها اي اهتمام بالوفيات التي تسجل يومياً بحوادث السير على الطريق الصحراوي ، كورونا ليس أخطر شيء في التاريخ الأخطر أن نعطي اهتمام على حساب اهتمام ومصلحة شعب كامل ، نعم نعلم جيداً انكم تحاربون هذا الوباء من أجل صحة المواطن ولكن العمل لا يقتصر فقط على وزارة الصحة ووزارة الإعلام بل على جميع الوزارات والدوائر الحكومية ، من المسؤول عن اعداد الوفيات الكبير على الطريق الصحراوي ؟

هل يجب في كل مرة أن نجعل الحمل الكامل على السرعة الزائدة ؟ ، هل يحب في كل مرة أن نحمل المسؤولية الكاملة للسائق فحسب !! شعار الحكومة المنطوق دائما " الشفافية والمصداقية مبدأنا " ولكن لماذا الشفافية يجب أن تكون دائما لفيروس كورونا لماذا المصداقية فقط يجب ان تكون لإنجازاتكم فحسب ، نعم نحن نعلم جيداً ان هنالك أشخاصاً حملوا على عاتقهم خدمة هذا الوطن ولكن في المقابل هناك أشخاص لم يفعلوا أي خدمة للوطن .

تغمرني حالة الاستغراب عندما ادخل على حي " حارة " في احدى المحافظات وارى شوارع في منتهى الإتقان والفن ، لا تحمل اي خطأ تصميمي بل عبارة عن لوحة فنية من شدة إتقانها ، حيث عندما اقوم بتوجيه السؤال لأحد سكان هذا الحي يقومون بالرد علي " هالحارة ساكن فيها رئيس بلدية " أو " هالحارة فترة انتخابات البلدية كانت مساندة لرئيس البلدية الحالي وقدموله اصواتهم كلهم " أي جميعها لصالح مساندية وفي عبارة أخرى كأنه يقول انا اعمل ولكن لصالح "جماعتي" !! الا يوجد احد من " جماعتك " من يسكن أو قريب من الطريق الصحراوي ليس لشيء بل لكي تقوم بإصلاحه مثلاً فانتم تعملون من اجل جماعتكم وليس من اجل الوطن .

قومواً بتطبيق عملكم على أكمل وجه ، أصلحوا و افيدوا هذا الوطن ليس بضروري أن تحقق لكم منفعة شخصية كي تعملوا ، وتأكدوا دائما انكم اذا جرتوا على تراب هذا البلد و كنتم فقط كالحيتان من الممكن أن تهربوا من عدالة الحياة ولكن كونوا واثقين انكم لن تهربوا من عدالة رب العالمين في الآخره .

"أنا لا أنظرُ من ثقب الباب إلى وَطني لكنْ أنظرُ من قلبٍ مثقوب
وأميّز بين الوطن الغالب والوطن المغلوبْ.. هذا الوطن بريء،
لم يشهد زورا، ولكنْ شهدوا بالزور عليهْ" .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد