ماذا بعد 100% ؟

mainThumb

17-08-2020 02:24 AM

قد تختلف الآراء عن مجريات الامتحانات والنتائج لكن على ما يبدو أننا لن نختلف عما يتعلق بمستقبل التعليم الجامعي في الاردن ، وبما أن الظروف تغيرت في هذا العام وتغيرت معها معالم جديدة في أخذ القرارات الاقتصادية ، نلاحظ أن كل الأمور يجرها حبل واحد ، وهو كيف يعزز الاقتصادي الوطني نفسه بنفسه ، ومع اغلاق المطارات سيمنع الأهالي بالتوجه إلى الجامعات العربية والاجنبية كالعادة خارج الوطن لدراسة ابنائهم وخاصة الذين حصلوا على المعدلات فوق ٩٠ % وهذا الأمر الصعب الذي سيسبب الحيرة والمعضلة بكيفية اللجوء الى دراسة الطب في جامعاتنا الاردنية بالتكلفة العالية وايضا التنافس عليها وخاصة اذا فتحت لها البرامج الموازية.

قبل سنة 2020 روسيا وأوكرانيا وتركيا ومصر لهم الحصة الأكبر في تحقيق طموح الطلاب وفيها اعطت كل التسهيلات للجوء الى هذه البلدان للحصول على شهادة الطب بكل بساطة خاصة في العام الماضي ، وأن حجم المبالغ التي يتم تحويلها للطلاب الاردنيين من قبل الأهالي كفيلة بأنعاش قطاع التعليم في الاردن ،لكن الواضح أكثر أن هذا العام اتيحت فرصة كبيرة لجامعاتنا الاردنية الحكومية والخاصة باستغلال ظرف جائحة كرونا ، بل وأكثر من ذلك هناك ترويج لإعلانات الخصومات على الرسوم وثمن الساعات في حالة تنافسية كبيرة وكأننا في سوق تجاري وهذا ما يقلقنا بأن يصبح التعليم تجارياً وويشكك بجودة التعليم وقد تصبح الشهادة الجامعية الاردنية في يوم ما لا يعترف بها .


وبما أننا نتكلم عن الجانب الاقتصادي المرتبط بالتعليم لا بد أن نضع اهتمامنا بكيف سيدبر ولي الأمر الذي يتقاضى راتبه الشهري 400 اكثر أو أقل ويدفعه رسوم وعدد ساعات لإبنه في جامعة خاصة او حكومية وكيف يقنع ولي أمر الطالب إبنه الذي حصل على معدل 100% بأن ظروفه لن تسمح له بدراسة الطب ، لكن من جانب آخر ربما هناك توجه الحكومي اقتصادي بالفعل بكيفية تحريك المدخرات في البنوك المحلية والودائع التي تبلغ قيمتها 27 مليار دينار أردني .

كنا نتمنى دراسة أثر نتائج الثانوية على معدلات البطالة مستقبلاً وخاصة أننا لم نحل أي جزء بسيط من حجم البطالة لحاملي الشهادات الجامعية، لكن هل فعلا فكر المسؤولين بعيداً عن تجاوز هذه المرحلة فقط من ناحية اقتصادية وتركت جانب الذي يؤرق الطلبة والأهالي وبالذات أن زيادة الحاصلين على المؤهلات العلمية أكبر من عدد الطلبة على المقاعد الجامعية؟ ، وهل درست أثر اغلاق أبواب الهجرة والعمل خارج الوطن مع عودة ابناء الوطن من دول الخليج بسبب تغير الظروف الاقتصادية لديها .

في النهاية لا نريد أن نؤجل أي قضية مستقبلية ونضع لها حل مؤقت لنتفاجأ أننا وقعنا في مأزق البطالة وتراكمات الأخطاء برامج تعليم العالي في الاردن لتغلق كل التخصصات التعليمية ويصبح السوق والوظائف مغلقة بسبب تراكم متقدمين على الوظائف ، في هذا الوقت لا ينفعنا الندم ولا تصحح فيه أخطاء مصيرية بحجم الوطن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد