مدن الملح

mainThumb

17-08-2020 02:51 AM

لا ادري ما الذي الهمني هذا الصباح لاستعيد سيرة الروائي العربي العالمي عبد الرحمن منيف، هل لانه مات قبل ان يرى الملح قد ذاب عن المدن العارية حتى من ورقة التوت،؟ وليس كما يذوب الثلج لانه فيه بعض الفوائد للمزروعات وتظهر المروج، ام انه انكشف المستور، وتعرت هذه المدن بلا خجل او وجل، وفي هذا المقام نعود بالذاكرة إلى فترة ما قبل انتشار المستشفيات في كل البلدان، حيث كانت الداية (القابلة) بدون ترحيص لكنها محمية من مجتمع يعترف بها كطبيية واكبر من قابلة، وكان من عادة الداية ان تتابع المولود وتقوم بتمليحه بمعنى(دعكه بالماء المالح وتزييته بالزيت حتى ترم عظمه) وكما هو في الموروث الشعبي اذا شوهد شاب لا يملك القوة والهمة والنخوة، فينعتونه بانه لم يتم دهنه بالزيت (مش امزيت في طفولته )، واذا سقط أحدهم اخلاقيا وهبط مستوى حديثه وقل حياءه، قيل عنه انه بدون تمليح او (مش إملح مع التشديد على الميم) ولذلك هناك أشخاص بحاجة إلى تمليح وتزييت من جديد حتى يخجلوا وهذا من السهولة بمكان تنفيذه، لكن في المقابل هناك مدن من الملح ذابت وانكشفت عورتها بعد سقوط الغطاء وعرق الحياء عنها، ولن تصمد طويلا بعد التغير المناخي او انقطاع الكهرباء وجفاف النفط، والذي اصبح قاب قوسين او أدنى، وصدقت رواية مدن الملح ونام صاحبها قرير العين، واصبحت حقيقة واقعة وتطايرت بعض هذه المدن، والبقية في الطريق إلى الزوال وندعو الله لعبد الرحمن منيف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار وان يسكنه الباري عز وجل الفردوس الأعلى من الجنه، لانه رسم بقلمه هذه المدن قبل عقود من الزمان ، فهل نعيد قراءة رواية مدن الملح لنعتبر؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد