مضر بدران والحنين إلى ماض غبر !!

mainThumb

17-08-2020 02:57 AM

ملأ بعض الفراغات في تاريخ الأردن السياسي ولم يتورط في لعبة التوريث السياسي !!!!


تحتفظ المذكرات السياسية للسياسيين والقادة بالكثير من الأسرار والمعطيات التاريخية والسياسية التي كان من الصعب البوح بها ، فالمتابع ينتظر بشغف تواتر صدورها لكشف الحجاب عن كثير من الأحداث الغامضة غير المعلنة وملء الفراغات في كتابة التاريخ السياسي للدولة وردم بعض الفجوات في فهم الأحداث والمواقف وتصحيح بعضاً من الروايات !!! فهناك سياسيون يرحلون عن الحياة ويتوارون عن الأنظار دون ان يفصحوا عما يوجد داخل علب أسرارهم ، والبعض يفضلون الصمت ويتركون الأمر للباحثين والمؤرخين ، واخرون يكتبون مذكراتهم في أخر أيامهم ويتركونها لأبناءهم لنشرها بعد رحيلهم كما حصل في مذكرات رئيس الوزراء السابق توفيق ابو الهدى والذي كانت مذكراته بحوزة ابنته والتي كما سمعت طلب منها تسليمها لأحد روؤساء الديوان الملكي في ذلك الوقت من الزمن حيث قام بحرقها في حديقة الديوان الملكي ( الحديقة الخلفية ) .

فالمتأمل في مذكرات رئيس الوزراء السابق مضر بدران يُلاحظ ان شخصية بدران لها كاريزما خاصة تُحظى بمكانة هامة وكان لها تأثير واضح في تاريخ الأردن السياسي ، فالرجل لم يتورط في قصة العائلات السياسية ولم يتورط في لعبة التوريث السياسي !! فاللحق فقد اتفق خصومه مع محبيه على قوته ، فقد شكل اربع حكومات اولها عام ١٩٧٦ وآخرها كان في عام ١٩٨٩ ادار البلاد بعقلية بيروقراطية وكانت له وجهة نظر خاصة في إدارة مؤسسات الدولة فقد كان حريصاً على بناءها وصيانتها ، وكان دوماً لديه برامج خاصة لحكومته حيث وضع خططاً لتوسعة الفوسفات والبوتاس وتحديث وتوسيع شبكة مياه عمان وتوسيع وتمديد قناة الغور وتوسعة مصفاة البترول وإنشاء صوامعاً للحبوب لتكون مخزوناً استراتيجياً للمملكة !!!
ففي عهده قامت في الإقليم عدة حروب ( الحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت وحرب لبنان والعدوان على العراق ) والتي كان لها تأثيراً قوياً على الأردن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً
فكان من اهم ملامح سيرته الذاتية تسلمه لمنصب مدير المخابرات العامة في نهاية الستينات من القرن الماضي ، حيث تسلمها بعد مدير عتيد وقوي يشهد له وهو محمد رسول الكيلاني !!!

فمضر بدران كان من الرجال الأقوياء الذين اعتمد عليهم الملك الراحل الحسين وكان من القلائل الذين كان لهم تاثير على الملك الراحل !! وكان فطناً بقناعته ان إسرائيل لا تريد السلام مع الفلسطينين
فمن حق المواطنين ان يعرفوا ما جرى في وطنهم من احداث !! فمذكرات السياسين جزءاً مهماً في الذاكرة الوطنية والتاريخ حتى لا يظلم احد ولا يُظلم الوطن بسوء ، ومن اجل ان يُدرك السياسي ان افعاله ستكون حجة له أو حجة عليه في قادم الأيام
فمعظم من كتب ويكتب الان مذكراته السياسية هم من عملوا لفترات طويلة مع الراحل العظيم الحسين ابن طلال وكانوا مقربين منه وشاركوه في صناعة بعضاً من القرارات السياسية في ذلك الوقت من الزمان .

فكل من يكتب مذكراته يساعد في ملأ الفراغات الكبيرة في تاريخنا السياسي والذي بالأصل يعاني من نقصاً في الوثائق والمعلومات ، حيث انها وتوفر إنارات مفيدة للباحثين والدارسين في تاريخ الأردن السياسي والفكر السياسي بشكل عام .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد