عن الكتابة و أشياء أخرى

mainThumb

19-08-2020 05:28 PM

نكتب لننشر أم ننشر لنكتب. على الكاتب أن يجيب على سؤال مهم و هو بين يدي نصه و هو لماذا، لماذا يكتب ذلك النص؟.


في عصر المدونات لم يعد النشر مشكلة. اذا كنت عزيزي الكاتب تبحث عن قراء فاعلم بأنك كاتب فاشل لأن القراء في رحلة بحث عن كاتب ناجح. و في طريق البحث عن المصداقية قد تتدخل أمور عائلية في عملية الكتابة، فالعائلة قد لا تتحمل دخول أحد أفرادها السجن نتيجة رأي كتبه ذات مقال أو قصة أو رواية و نحن نعلم أن المحظورات كثيرة و العقوبات قاسية.

والباحثون عن المخالفات كثر والمتصيدون في الماء العكر لا يعدون ولا يحصون. وفي بيئة ثقافية يعتبر جميع المتعلمين فيها مثقفين و ذوي أحقية في التعبير والكتابة الثقافية المتخصصة، لا يوجد تقاليد صحفية راسخة تمنع المتطفلين من الإقتئات على مهنة الصحافة.


وبما أن لقمة العيش تحتاج الى سعي دؤوب كل في مجاله و بما أن الكتابة هي في نظر البعض مجرد محتوى وصف كلمات أصبح الهدف من كل شيء الوصول الى المناصب و الجميع يهاجمون أصحاب المناصب، إذا لم يكونوا من ذوي الفئة العليا.

الجميع يشكون من الواسطة و الجميع في رحلة بحث عن الواسطة مع أن القانون أصبح يجرمها، لقد أصبحت روتين مثلها مثل كثير من عاداتنا اليومية. الشاهد هنا انه حتى العملية الابداعية أصبحت بفضل لمساتنا الفاسدة عليها، أصبحت مجرد روتين.

فكاتب مبتدئ يسجل له عدد قراءات كذا في موقع ما يصبح كاتبا منتظما في صحيفة مهمة بعد حين. الموهبة والصنعة لم تعد مهمة، فالكاتب المتطفل يصبح يبحث عن قضايا اجتماعية يكتب حولها في حين عزوفه عن مقالات الرأي والاحتكاك مع الآخرين عن طريق الرأي الآخر.

سكِّن تسلم-كما يقول المثل. متى يصبح جمع المال هدفا للكتابة؟ و متى تصبح المكانة الاجتماعية هدفا للكتابة؟ و متى يصبح تسجيل موقف هدفا للكتابة؟ و متى تصبح الأنا العليا هدفا للكتابة؟ و المرحلة الكتابية الأهم هي القص و اللصق تماما كأبحاث طلاب المدارس.

ليس هناك حتميات، فكل شيء متغير ومتقلب. وكما تغيرت قواعد النشر الحديثة باستحداث منصات التواصل الاجتماعي بحيث أصبحت كلمات قليلة وفور نشرها واحيانا بعد حذفها قسرياً سببا في غرامات و فترات عقوبة في السجن. لكي نفهم المنظومة الاجتماعية لا يجب علينا مراجعة النصوص المدونة في ذلك المجتمع فذلك أصبح ترفا لا نستطيع سبر أغواره، في ظل السيل الجارف من النصوص المتدفقة عبر المنصات المختلفة والتي تتناثر هنا و هناك، بل إن هناك منصات لا تستطيع جذب قارئ واحد فقط عليها مثل (وورد برس)، مع أنها ضخمة و متخصصة بشكل كبير وبالرغم ان كتابة موضوع يجرمك عليه القانون سيقودك الى السجن الا ان ذلك لا يعني بأي حال من الاحوال انك ستكون مقروءاً و مشهورا بأكثر من قيد جنائي قد لا يفطن اليه أحد بأنه قضية رأي و حقوق انسان في التعبير الحر عن آرائه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد