مكالمة في الذاكرة

mainThumb

19-08-2020 05:48 PM

في شهر حزيران من عام 1988 تواجدت في ألمانيا ضمن وفد رياضي رسمي، وفي ليلة ظلماء تسللت هربا من الوفد من الغابة السوداء قرب شتوتجارت لابحث عن كابينة هاتف عمومي في شارع جانبي، ومشطت المنطقة من المارة وبدات احاول الاتصال بابناء العمومة في الضفة الغربية بفلسطين المحتلة ، وارتجف خوفا من ان اسمع ردا من مامور المقسم بالعبرية، ولكنني تحاملت على نفسي، وكانت مكالمة قصيرة خوفا من اكتشاف امري وممزوجة بالدموع والاسى، وللتوتر الذي رافقني في رحلتي هذه اهتديت بصعوبة في طريق العودة إلى السكن المخصص لنا، ولكني كنت اتحرك بحذر كانني من اللصوص الذين يلاحقهم المارة ، ويحاولون الإمساك بهم، وحاولت ان اتماسك دون جدوى ولم اذق طعم النوم في تلك الليلة، وانا افكر واسال نفسي ما هي الخطيئة التي ارتكبتها، هل خنت الامانة؟ وهل تجسست على امتي، وهل مكالمتي تقع في خانة التطبيع او الخيانة؟ وبقيت قلقا لفترة ليست قصيرة، وبعد مدة ليست ببعيدة عن ذلك التاريخ اصبحت ارى الشواقل(عملة صهيونية) عند الصرافين في المدن العربية، وارى الحاخامات بالمزامير في مدن الملح، ، وفي رحلة العودة من المانيا على الطيران الالماني(لوفتهنزا) لا ادري لماذا تذكرت المناضل الراحل الدكتور وديع حداد الذي كان مجرد ذكر اسمه تهرب الجرذان إلى جحورها، وتخرس الاصوات النشاز بمكالمة من مرافقه لزواحف التطبيع في هذه الايام، فهل يعي الدرس أصحاب القضية الفلسطينية، ويخرجوا من الحوار البيزنطي، حتى لا يبقى الانقسام حجة للخيانة والتطبيع المجاني ، ومع هذا اجزم ان رفاق وديع حداد سينهضون من جديد، وستختفي الحشرات واشباه الرجال وان غدا لناظره قريب ""




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد