جرة

mainThumb

19-08-2020 08:26 PM

المكان قصي …. جرة منكفئة ، عبرت إمرأة، لمحت الجرة، حاولت رفعها، لم تستطع، وقفت تنظر إليها باهتمام. عبر طفل، ركض نحو الجرة، حام حولها بشغف، ثم بدأ ينظر إليها بحسرة. عبر رجل. قالت المرأة: أقبل أيها الرجل ، ومد يد المساعدة.
قال الرجل: كيف سقطت منك، وما بداخلها؟
قالت المرأة: زيتون لأطعم الأولاد.
صرخ الطفل: بل عسل منسكب لا أثر له، لعقته القطط ولم تبق لي شيئا.
قالت المرأة: إصمت أيها الأبله، إنه زيتوني أنا.
نظر الرجل بانبهار إلى الجرة، وقال: بل هو مال وعلي أن أناله ، اقترب من الجرة.
حاولت المرأة أن تعترض طريقه، دفع بها جانبا، ونحى الطفل الذي كان يقول: لعقة عسل تكفيني.
حاول الرجل رفع الجرة، لم يستطع ، كرر. المحاولة بقوة وعناد لكنه انتثر جانبا وسقط على الأرض.
ضحكت المرأة بشماتة.
قال الرجل بفزع: الجرة مرصودة.
فر كل من الرجل والمرأة، بقي الطفل الذي لم يقدر خطورة الموقف لو صح افتراض الرجل .
مر شيخ . قال الطفل: يا جدي، أريد لعقة من العسل، والجرة عصية على الجميع.
قال الشيخ بأنانية: آغب من الماء وأروي عطشي إذن….
احتج الطفل : بل عسل يا جدي، عسل ….
قال الشيخ: ماء أيها الأبله.
اقترب من الجرة وحاول رفعها، لم يستطع، أمسك عصاه وهوى بها عليها، تكسرت العصا وبقيت الجرة على ما هي عليه، ابتعد الشيخ بفزع، بقي الطفل قربها يحلم بالعسل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد