الهجرة بشرى النصر

mainThumb

20-08-2020 01:34 PM

طل علينا اليوم ( الأول من شهر محرم ) العام الهجري الجديد 1442 ، ذكرى هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وتأسيس دولة الإسلام .

أيها السادة : نتعلم من الهجرة الصبر والتضحية والإصرار على المبدأ فهذا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يدعو في مكة المكرمة 13 عاماً يتحمل الأذى والصعوبات يُشتم ويُضرب ، ويُتهم بالجنون والكهانة والسحر وغيرها ، يذهب إلى الطائف يطلب النصرة ويعود جريحاً مطارداً ولا يدخل مكة إلا بجوار أحد المشركين ، عرض نفسه قبائل العرب في مواسم الحج يطلب النصرة فرفضت لكنه لم ييأس ، تآمر عليه كفار قريش وحاصروا بيته ليأسروه أو ينفوه أو يقتلوه لكن الله نجاه وهاجر حيث الأنصار .

رسولنا لم يساوم على دعوته أو يدخل في مفاوضات هزليه مع مشركي العرب وأصر على النصر والتمكين للإسلام ،عَرضت عليه قريش أن يعبدوا الله عاما ويعبد آلهتهم عاما آخر فرفض ، وعرضوا عليه أن يجمعوا له الكثير من المال حتى يغنوه، عرضوا عليه أن يجعلوه زعيماً مطاعا لهم فرفض ، ووسطوا عمه ابو طالب فأصر على دعوته وقال " والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر فلن أتركه حتى تنفرد هذه السالفة ".

رسولنا صلى الله عليه وسلم أصر على دعوته وثبت على مبدأه ولم يهادن مشركي العرب ولا حلفاءهم اليهود من خلفهم الذين يحرضونهم عليه ويمدوهم بأسباب القوة .

لم يقبل رسولنا أن يُسلم بالأمر الواقع وهو سيطرة قريش وحلفائها اليهود على الوضع وبسط سيطرتها على شعب وأرض جزيرة العرب ، أخلص لربه وإسلامه وللمسلمين المستضعفين ،وأراد أن يحرر الإنسان من ظلم البشر ( الطواغيت ) .

لقد تحزبت قبائل العربان مع القبائل اليهودية وحاربت النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين ، وبذلت أرواحا وأموالاً كثيرة في سبيل القضاء على الإسلام بحجة أن محمدا ساحراً يفرق بين الناس ، وأنه أتى بدين وأعراف وتقاليد جديدة .

لكن الله نصره عليهم ودخل مكة فاتحا وحُطمت الأصنام حول الكعبة كما ستتحطم نجمة بني صهيون من على المسجد المبارك ،وسيزول علمها من أرض العرب وعندئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ويذل المنبطحين والمنهزمين أحفاد الشياطين .

أجل أيها السادة : اصبح للإسلام دولة أضحت ملئ الدنيا وبصرها حتى قال الخليفة العباسي هارون الرشيد للسحابة : أمطري حيث شئت فإن خراجك سوف يأتيني ، وفتحت القسطنطينية ،وقرع السلطان العثماني محمد الفاتح أبواب " فينا " .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد