المقر الانتخابي الرقمي

mainThumb

29-08-2020 11:07 PM

تحمل المقرات الانتخابية لسنة 2020 ميزات مختلفة فرضتها جائحة كورونا التي دعت الحكومة إلى إتخاذ قرارات تحول دون لقاء المرشحين بالناخبين داخل المقرات الانتخابية والمتعارف عليها وذلك لضمان سلامتهم من الوباء، فلن تعمل المطابع الورقية ، ومحلات الحلويات ، وبيع المياه، والمكتبات كالسابق ، ولن ينفق المرشحون أموالاً طائلة على المناسف والكنافة ، والتي تعد من أهم وأقدم تقاليد العمل الانتخابي بالنسبة للمرشحين والناخبين.


هذا وسيغيب البيان الانتخابي المطبوع عن المشهد المألوف، والطرق التقليدية المتبعة للدعاية الانتخابية، وسيكون المرشح أمام تحدِ جديد تفرضه التكنولوجيا ، فاختيار وسيلة التواصل الاجتماعي المناسبة، وصياغة البيان الانتخابي الالكتروني وطريقة عرضه على مجتمع الأصدقاء من أهم التحديات.

والآن ليس أمام المرشح فرصة إلا أن يجلس أمام شاشة هاتفه الذكي ويتابعه عن كثب ، كي يتصل مع الناخبين من خلال مواقع الشبكة العنكبوتية والتي تضم مواقع اخبارية محلية واسعة الانتشار مثل السوسنة، ومواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص موقع الفيس بوك كونه موقع التواصل الاجتماعي الأول الذي يلقى رواجاً عند الأردنيين بحسب الاحصائيات العالمية الأخيرة التي أفادت بأن 5,4 مليون أردني لديهم حسابات على موقع الفيس بوك. الا ان موقع الفيس بوك ذو مزايا خاصة مزدوجة بتعدد الصفحات من الضعيفة الى القوية ، فانشاء صفحات في الحملات الانتخابية ليس بالامر السهل لترويجها في فترة قصيرة، وتبقى الوسائل الالكترونية خاصة المواقع الاخبارية الاكثر نجاعة ووصولا الى ضمير الناخب .


وأعرف المقر الانتخابي الرقمي بالصفحة الشخصية أو العامة التي ينشئها المرشح على مواقع التواصل الاجتماعي لجمع الأصدقاء، و أبناء العشيرة والأقارب، والوصول الى أكبر عدد ممكن من أبناء المجتمع المستهدفين للترويج للمرشح وإيصال رسائل حملته الانتخابية من خلال نشر الفيديوهات ، والصور، وإرسال الرسائل الإلكترونية، و متابعة التعليقات، ونشر القصص والحالات ، فكل مايحتاجه المرشح للمقر الانتخابي الرقمي: ( جهاز هاتف ذكي، وانترنت، وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي،ومدير للصفحة أو حساب التواصل الاجتماعي إذا اقتضت الحاجة) .. الا ان المدة القصيرة لن تسعفه للوصول الى جماهير الفيس بوك.
إن عملية إدارة المقر الانتخابي الرقمي ليست بالسهلة على المرشحين الذين أنشأوا صفحات فيسبوكية حديثة ومغمورة للترويج لحملتهم الانتخابية، فهم أدركوا حجم أهمية التكنولوجيا متأخراً، فمن الأجدر لهم أن يستعينوا بأشخاص متخصصين في إدارة الصفحة الفيسبوكية الرقمية، فعملية التسويق الرقمي تحتاج إلى استراتيجيات وخطط لتحقيق أهداف المرشح... وقصر الفترة الزمنية لن تسعفهم بذلك .


حتى هذه اللحظة لم أر أية رسائل الكترونية ذات محتوى جاذب للمرشحين للدورة القادمة، واقتصرت منشوراتهم على دعم وتأييد الأصدقاء ، وعرض صور تذكارية تبين نشاطاتهم المتنوعة.


لم يتبق سوى 73 يوما على الاقتراع وعلى المرشحين ان يستعدوا لعرض بيانتاهم الانتخابية الالكترونية، والاعتماد على مقر انتخابي تقليدي يجبر الناخبين على ارتداء الكمامات، ولبس القفازات، والتباعد الاجتماعي ، وعدم المصافحة لن يجدي نفعاً، فالرسالة من خلف الكمامة سينتابها التشويش ولن تصل للناخبين بالشكل المطلوب .


المرحلة المقبلة تتطلب جهوداً مكثفة من قبل المرشحين، فهم أمام تحدٍ صعب، فجمهور الانترنت واسع ، ولن تفيد الوعود الخيالية لجذبه وإقناعه، فردود الأفعال من قبل المتابعين الذين تتعد صفاتهم سواء كانوا داعمين، ناقدين، محللين، صحفيين....إلخ ستكون بالمرصاد ، وعلى المرشح إن لم يكون قادراً على إدارة صفحته بالشكل الصحيح الاستعانة بمتخصص تسويق إلكتروني ، وعليه الخروج في بث مباشر(لايف) عبر صفحته لإلقاء بيانه الانتخابي على أصدقاء الصفحة، والابتعاد عن الفيديوهات الممنتجة غير المقنعة والتي ستكون عرضه لانتقاد الكثيرين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد