قرطاسية مُعقمة .. وأدراج مُنظمة

mainThumb

01-09-2020 11:22 PM

اليوم ومع عودة طلبة المدارس إلى صفوفهم و مقاعدهم واصدقائهم ومعلميهم ومعلماتهم بعد أن طال الغياب بسبب ما يمر به الأردن والعالم أجمع من ظروف انتشار فيروس كورونا الذي عطل حركة العالم على جميع الأصعدة ، كانت كمية الفرح والحماس والألتزام عالية جداً للطلبة حيث بسمتهم لم تفارق وجوههم ، ونشاطهم بدأ من أول يوم هذا كله كان اشتياق لروتينهم وحلمهم الذي انحرموا منه لعدة أشهر.

الفرح والسعادة التي رُسمت على وجوههم كانت كبيرة ، زُرعت في لبسهم الجديد وفي حقيبتهم الممتلئة بالدفاتر والأقلام والكتب وفي شعورهم المُجدلة والمُسرحة ، وفي رائحة عطرهم البهية الفواحة وفي كمامتهم وقفازاتهم كانوا يحاربون كل شئ ، وكأنهم يقولون اذهبي ايتها الكورونا فأنت عدو لنا قمتي بحرماننا من مدرستنا ودراستنا ومعلمينا واصدقائنا ، كنت ومازلت تحرمينا من أنشطتنا المدرسية من اللعب والمرح والمزاح ومن فرحتنا عندما كنا نرى اصدقائنا من الصفوف الاخرى اثناء الفسحة " الفرصة " المدرسية ، كانت دائما الكلام التي تخرج منهم تعبر عن معنى " سوف نتغلب عليكي " ، ولكن انا كلي أمل أن يستمر هذا الحماس طيلة هذا الفصل الدراسي وان لا يتم التراجع ولو بنسبة ١٪؜ عن قواعد الحماية والحيطة والحذر ، فالحماس الذي يكون في بداية المشوار يكون كبير وقوي ولكن يضعف اولاً بأول وهنا يكمن الخوف .

الفرحة لم تقتصر فقط على الطلاب بل كانت موجوده في قلوب الاهالي ايضاً ، فكمية الضعف واللامبالاة التي كانت مزروعة في قلوب الأطفال في فترة التعلم عن بعد كانت خطيرة جداً ، لا ادري الثقة التي كانت موجودة في التصريحات الحكومية حين كان وزير التربية والتعليم و وزير التعليم العالي يقولان في كل لقاء ان التعلم عن بعد ناجح جداً و بنسبة ٩٨٪ نعم انا اوافقكم انه ناجح ولكن ناجح للأهالي ، حيث غالبية الطلبة كان من يقومون بتقديم الاختبارات ومتابعة حصصهم الالكترونيه عنهم هم اهلهم واقاربهم ، وهم غارقين في سبات عميق او يلعبون مع اصدقائهم في الحارات والشوارع او عن طريق الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت اليوم جزءا أساسيا من حياة الطلبة .

الحماس الموجود عند الطلبة نتمنى ان يبقى لآخر الفصل ، الالتزام والتباعد الاجتماعي والدراسي لديهم نتمنى أن يستمر لأشهر عديدة وان يصبح لبس الكمامة والقفاز لديهم عادة مهمة كالأكل والشرب واللبس والنوم والهاتف والانترنت ، على جميع الأهالي متابعة مدى التزام مدارس أبنائهم بتعليمات وزارة الصحة والإبلاغ في حال كان هنالك تهاون بمثل هذه الإجراءات فصحه ابنائهم فوق أي شيء ، تأكدو دائما ان التزامكم يحميكم ويحمي غيركم وان الحريات من حق الجميع والواجبات تُقسم على الجميع لذلك اياكم والسكوت عن التصرف الخاطئ .

افرحوا مع ابنائكم بالعام الدراسي الجديد قوموا بتجهيز المعقمات والكمامات والقفازات وكل سبل الحماية ، تعرفوا على اجراءات وزارة الصحة وطبقوها بحذافيرها ، نحن نريد وطن كبير بإنجازات الأجيال القادمة والتعلم عن بعد كارثة لا يمكن تصورها ولا بأي شكل من الأشكال ، "دام الأردن عالً وكبير بخبرات أبنائه وبناته " .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد