صحيفة السوسنة الأردنية

عمان – السوسنة – عبدالله الغصون - تخوف العديد من اولياء امور الطلبة من ارسال ابنائهم الى المدارس في بداية الامر ، فارقام الاصابات بفيروس كورونا تتزايد بشكل ملحوظ في المجتمع والمنحنى الوبائي في ارتفاع لافت .

بينما في المقابل ، ينادى بعض اولياء الامور بعدم اللجوء الى التعليم عن بعد وذلك لان التعليم عن بعد يحتم على الطالب البقاء في المنزل في وقت يكون فيه الطالب بحاجة الى كسب المهارات اللازمة من المعلم ومن الغرفة الصفية ومن المجتمع ومن تجارب الحياة بشكل عام ، حيث ظهرت بعض المبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تطالب بعدم اقرار نظام التعليم عن بعد في مدارس المملكة ، وذهاب الطلاب الى غرفهم الصفية مع اتخاذ الاجراءات الصحية والعمل بالبروتوكول الصحي الذي وضعته وزارة التربية والتعليم قبل بدء الدوام للعمل به في المدارس من قبل الطلاب والمعلمين .

وقبل بدء العام الدراسي طالب العديد من اهالي طلبة المدارس وزير التربية والتعليم بتاجيل او تقديم العام الدراسي ، الا ان وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي اكد على ان العام الدراسي في موعده وشدد على ان يكون العام الدراسي الجديد في الغرفة الصفية قبل حوالي اسبوعين من الان .

5 مخالفات في اربد لاوامر الدفاع

وبالرغم من هذا ، الا أن الوضع الوبائي أثر على هذه القضية حيث ادى ظهور بعض الاصابات في المدارس بين المعلمين والطلبة وبعض العاملين الى اغلاق بعض المدارس الى اتخاذ الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم لقرار التحول الى التعليم عن بعد لمدة 14 يوما ، على امل ان تخف الحالة الوبائية في المجتمع وتستقر وتعود الامور الى ما كانت عليه ،مع بقاء الصفوف الثلاث الاول والثاني والثالث في غرفهم الصفية والصف الثاني الثانوي ، اذ صرح وزير التربية والتعليم في الاسبوع الماضي الى ان عدد المدارس التي تم اغلاقها حوالي 113 مدرسة، لافتا الى ان الوزارة تلجا الى مثل هكذا اجراء بعد رصد اصابات بفيروس كورونا المستجد ، كما ذكر ان الوزارة حررت 30 انذارا لمدارس لا تلتزم بالبروتوكول الصحي الخاص بدوام المدارس في ظل الجائحة .

ومن وجهة نظر بعض الخبراء التربيون تحول عملية التعليم الى التعليم عن بعد هي رديفة وليست بديلة ، وان الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم كانت جهود مثمرة في ايجاد البديل الفوري والعاجل والذي فرضته الجائحة رغم كل الصعوبات والظروف والتحديات التي واجهت الوزارة ، وهذا ما يجعل المجتمع الاردني يقدم لوزارة التربية والتعليم الاحترام والتقدير والشكر على ما تقدمه للطلبة في محاولة توفير تعلم الطلبة ولو بالقدر اليسير الذي يعوضهم عما فاتهم نتيجة العطلة الاجبارية ، كما ذكر المحلل والخبير التربوي وخبير جودة التعليم محمد ايوب .

الا ان بعض الخبراء ناقضوا المحلل محمد ايوب فيما طرح ، حيث اشار بعض الخبراء الى ان التعلم عن بعد يجب ان تتوفر قبله البيئة المناسبة والمناخ المناسب ثم التحول بمراحل او التحول التدريجي الى التعليم عن بعد الى ان يتم التحول كليا بعد اثبات نجاحه مئة بالمئة .

شركات الاتصالات: تصفح منصة درسك مجاناً

ويرى ناشطون في هذا المجال ان التعليم عن بعد لا يجدي نفعا وان الطلبة لا يحققون استفادة من التعليم عن بعد ، كما ذكر بعض الناشطين ان بعض الفئات لا تملك ادنى مقومات التعليم عن بعد فكيف سيكون تعليمهم ؟ وكيف سيضمن لهم المجتمع حقهم الدستوري في الحصول على التعليم ؟ ، وتابع الناشطون الى انه يجب على الوزارة ان تكون مجهزة خطة بديلة قبل بدء الجائحة لاي طارئ ، وان التعليم عن بعد ليس ب ــــ " كبسة زر" ويحتاج الى وقت حتى يثبت نجاحه في المجتمع ، ولكن ما مصير الطلبة الى ان يثبت التعليم عن بعد نجاحه ؟

الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم عبدالغفور القرعان اكد في حديث خاص لــــ " السوسنة " ان الاصل والقاعدة في سياسة وزارة التربية والتعليم في الاردن هي التعليم المباشر داخل الغرفة الصفية ولكن انتشار الوباء في المجتمع الاردني وهو جزء من المجتمعات التي انتشر فيها هذا الوباء حتم على الوزارة ان ننتقل الى مرحلة التعلم عن بعد .

واشار القرعان في حديث خاص لــ" السوسنة " الى ان الوزارة حدثت المنصة الالكترونية التي اطلقتها وزارة التربية والتعليم للتعلم عن بعد الفصل الدراسي الماضي والتي تضمن الان بعد التحديث البيئة التفاعلية للطالب وكانه داخل الغرفة الصفية بحضور زملائة الطلبة ومعلميه والمواد الدراسية التي تم تصويرها ونسحها وارفاقها على المنصة .

واجاب القرعان لـــ " للسوسنة " عند سؤاله عن نجاح التعليم عن بعد في الفصل الدراسي الماضي اذ قال ان عملية التعليم عن بعد قد نجحت في الفصل الماضي مع ان الامر كان مفاجئا وبالرغم من كل التحديات والظروف التي واجهت الوزارة في انشاء المنصة ورفع المواد التعليمية عليها وبدء العمل بها وذلك في وقت قصير جدا ، وما يثبت ذلك اعداد الطلاب التي كانت تدخل على المنصة لتلقي التعليم والمواد التعليمية على المنصة كما قال القرعان .

وعن الطلاب الذين لا يجدون مقومات التعليم عن بعد قال القرعان خلال حديثه لـــ " السوسنة " ان وزارة التربية والتعليم طرحت عطاء والتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة لتوفير اجهزة " اللابتوب " للطلبة بشكل يسمح لهم الدخول الى المنصة التعليمية والحصول على حقهم في التعليم .

ويبقى التساؤل المطروح ، ما بين مطرقة الجائحة وسندان التعليم عن بعد .. هل سيكون الطلاب ومستقبلهم هم الضحية ؟؟

محافظ العاصمة : عزل 15 بناية في عمان – اسماء المناطق