المرحلة المقبلة .. من اصعب ما يواجه الاْردن

mainThumb

04-10-2020 12:50 AM

الاْردن صمد في العمق ويعيش حالة استقرار نسبي في منطقة متفجرة ويواجه ضغوطاً من كل الجبهات ... فالأيام القادمة سنكون تحت وطأة محاور سياسية جديدة وتحالفات ستُسبب لنا عبئاً ثقيلًا في تحركاتنا ، فالمتغيرات متسارعة والتحولات الإقليمية الدولية لها تداعياتها الخاصة ..... فالخوف من تعرض الاْردن لغدر الأرشفة وسرقة التاريخ ..... فكل ذلك جعل من اسرائيل من دولة تُشكل التهديد الأبرز في الأقليم إلى دولة يمكن ان تكون عامل استقرار فيه.

اعتقد ان المشهد السياسي القادم في الاْردن سيختلف عما سبق !!! فلا بد من تغيرات حقيقية في صياغة السياسات الداخلية منها والخارجية ..... وان لا نعجز عن اكتشاف صيغة جديدة لتنظيم الخلافات مع بعض دول الإقليم والجوار فهي ضرورة جيوسياسية ..... فالمطلوب من الحكومة القادمة ادراك الديناميكية السياسية الفاعلة فالمشهد متحرك ويحمل الكثير من التحديات ... فهناك تدخلات إقليمية تتقاسم الأدوار والمصالح ... فالإدارة الامريكية الحالية تتخذ مواقف مضطربة احيانا في الشأن الاردني وتعمل جاهدة لتحقيق مصالح اسرائيل بالدرجة الاولى ، حيث باتت تنظر للأردن من زوايا ثلاث اسرائيلية وفلسطينية وأمنية ... وتسعى بكل ثقلها في تركيب الاْردن على أساس ثُنائي الوطنية وأسرائيل تعمل وبقوة على نقل القضية الفلسطينية من غرب النهر الى شرقه.


فالمرحلة القادمة تحتاج الى شخوص تحظى باحترام الاردنيين ، ورئيس الوزراء القادم لا ان يتمتع بطابع سياسي احترافي وان يكون معه طاقماً اقتصادياً بدرجة عالية من الكفاءة .... فهناك شرخ كبير حاصل ما بين المواطن والحكومة وقد وصل حد القطيعة !! فالمواطن اصبح لا يثق بقرارات الحكومة وسياساتها.


للاسف الحكومة السابقة عجزت عن الاحتفاظ بثقة المواطن بسبب انعدام الرؤية ورعونة الاداء وسيطرت الأطماع الشخصية وعجزت عن التوحد بين أعضاء فريقها وعن التعامل مع خصومها بطريقة نزيهة بسب الأطماع الشخصية ... فقد عجزت ايضاً عن الحفاظ على احترام حلفاءها ولم تعمل على تقوية الجبهة الداخلية ،،،، ولم تتمكن من ان تمنح المواطن الاردني والمشهد السياسي روحاً جديدة ... ولم تكن لديها ادوات ديناميكية في التفكير لإيقاف عجلة التململ في الشارع .. فاغرقتنا في تفاصيل جزئية وشتت افكارنا ودخلت في مطبات ومآزق كثيرة حيث قامت باقصاء احد أعضاء فريقها الوزاري بتهم ظالمة لمحاولة منها على كسب الشعبية .. علماً ان ذلك الوزير يشهد له القاصي والداني بنظافة يده ونير عقله.


فالمطلوب الان هو قيادات مقنعة للرأي العام تعمل على احداث نقلة نوعية ومنهجية في ادارة الدولة تاخذ حجماً وشكلاً جديداً وان تتمتع بطابع سياسي احترافي ليكونوا قادرين على إعطاء روح جديدة ذات معنى لمواجهة التحديات القادمة وان تعمل على استعادة الثقة الشعبية المفقودة .... فالتحديات والمسؤوليات كبيرة تنظر الحكومة القادمة وعكس ذلك سنبقى ندور في حلقة مفرغة تستنزف جهود جلالة الملك وإغراقه في التفاصيل.


فمنذُ سنوات ونحن في ازمات متفاقمة حطت بثقلها وظلالها على المشهد العام للبلاد .... فالفساد لا يزال من اهم مصادر الاحباط الشعبي ..... فالاقتصاد يعاني من مشاكل هيكلية مزمنة وسياسة الترقيع أصبحت لا تُجدي أبداً .. والمساعدات العربية في مهب الريح !!!! فلا بد للحكومة القادمة من ان تقدم علاجات حاسمة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية فتأخر الإصلاحات والحلول سيُخلف مشاكل عديدة.


فكلمة الثقة مفردة على ما يبدو أصبحت صعبة جداً .... فقد وصفها الفيلسوف الامريكي من أصول يابانية Francis Fukuyama انها كلمة سر تعمل على انتقال المجتمعات من حال سيء الى حال احسن وغيابها يؤدي الى فقدان فرص التقدم اَي بمعنى اخر العجز في رأس المال البشري.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد