إلى هواة عرض صورهم على الطرقات

mainThumb

06-10-2020 05:26 PM

لقد جاءت الفرصة المناسبة للظهور على جدران المباني، وعلى جوانب الطرقات من خلال اعلانات مزركشة وملونة، ولا تخلو من المكياج والتنوع في المواقع والملابس للمرشحين سواء كانت صورة فردية او ضمن القائمة، وبموجب القانون الذي يسمح بالدعاية الانتخابية ، كيف يمكن لهواة تغيير الملف الشخصي ان يعرض صوره باوضاع وزوايا وابعاد مختلفة وكانه يقود المعركة سوى في هذه الفرصة التاريخية .

وبدون ذلك تقل وتصغر وقد تنعدم المساحة لعرض الصور والاعلانات سوى على منصات التواصل الاجتماعي، وعند التدقيق في الكلام المكتوب او الشعارات التي قد لا تقرأ من المارة او المشاهدين، فقد تعكس صورة مغايرة لشخصية كاتبها عند اهل المنطقة والعشيرة، فالمرتشي يركز في شعاراته على الامانة ومكافحة الفساد، وكانه كما يقول المثل "" كاد المريب ان يقول خذوني"" ، وبعضهم يكتب كلام لا يفهم مضمونه لانه يعرف تماما ان احدا لن يحاسبه عليه، وخاصة ان البلديات تفرض على المرشح غرامة على الذي لا يزيل خربشاته وصوره وامنياته في فترة محددة .

اما الامر الغريب ان الخطاب الشفوي للمرشح يختلف من موقعة لأخرى حسب المتلقين والمستهدفين، فقد يطرح مشروعا لتحرير فلسطين في حارة ضيقة جدا، ويتخلى عن العروبة في حارة مجاورة ، ويركز على الوحدة الوطنية في مضافة ما، ويحرض على الجهوية والعشائرية والإقليمية في ديوان اخر لا يبعد دقائق سيرا على الاقدام ، واللافت للنظر ان الذين يرافقونه ويسمعون التنوع والانفصام والدجل والنفاق ويبتكرون الفتاوى له دون خجل .

وقد يحللون له المحرمات وقد تجد من يدونون للمرشح الطلبات والامنيات على ملف خاص ملون يوحي بالجدية، ويعتقد اصحاب المطالب انها في الطريق إلى مجلس الوزراء للموافقة، وقد يصدق البسطاء ذلك، ويحلم بعضهم بالوظيفة على حساب الدور والترتيب، والقيم والاخلاق والعدالة ، ومهما كانت النتيجة فالمحصلة واحدة تتمثل في اختفاء من يحالفه الحظ، وما وعليكم الا الذهاب للتهنئة والتبرك منه، ولا باس من تذكيره انكم انتخبتموه ، واما من لم يحالفه الحظ فيستغرق وقتا طويلا في حساب الاصوات وكيفية توزيعها ومن اعطاه ومن خذله وكذب عليه ومن قبض ومن سمسر َوباع اواشترى، ولكنه قد يعود الراسب إلى القاعدة الانتخابية بعد فترة كما يحلو لهم تسميتها، لانه يامل بالنجاح في الدورة القادمة بتكتيك جديد ، واما هواة التصوير فقد تحققت غايتهم من خلال عرض صورهم على الشوارع، ويتمنون ان تتاخر البلدية في ازالتها، فمثل هؤلاء لن تراهم لانهم سينامون ملئ الجفون ويحلمون بانهم على المنصة في مجلس النواب يناقشون الموازنة وقد يحجبون الثقة عن الحكومة إلى ان يستفيقوا من نومهم؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد