اَلْحَكَمُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اَلْيَهُودَ وَأَهْلُ اَلْكِتَاب وَغَيْرُهُم هُوَ اَلْقُرْآن اَلْكَرِيْم

mainThumb

10-10-2020 10:52 AM

خلق الله السموات والأرض في ستة أيام ثم إستوى على العرش ولكن لا نعلم في أي شهر من أشهر العام ولا نعلم في أي أيام هل هي في أول أيام الشهر أو غير ذلك (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (السجده: 4)). ولكن الله هو الذي جعل العام إثنى عشر شهراً (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (التوبة: 36).

وقد طالبنا الله أن نقاتل المشركين كافة أي متحدين ومجتمعين كما يقاتلونا كافة ومجتمعين (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ (الصف: 4)) فكيف يحق لهم أن يقاتلونا كافة (متحدين ومتجمعين) كما فعلوا في حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية وغيرها من الحروب السابقة والتاريخية؟! ولا يحق لنا ذلك؟!.

وكيف يحق لهم أن يمكروا بنا ويتفقوا ويتآمروا علينا بإلحاق الضرر فينا مجتمعين؟ ولا يحق لنا أن ندافع عن أنفسنا ونرد كيدهم في نحورهم مجتمعين؟!، لهذا السبب يحاولون دائماً وأبداً الإيقاع والتفريق بيننا حتى لا نتحد مع بعضنا البعض. نعم، نعلم جيداً أنه منذ أن بعث الله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بالدين الإسلامي وأعداء الله والإسلام والمسلمين من مختلف أجناسهم وأنواعهم يعملون مجتمعين ضد الإسلام والمسلمين. والذي لا يعلم ذلك أو يتغابى أو يُؤَمِنَ لأعداء الإسلام والمسلمين من أهل الكتاب وغيرهم يكون خالف اوامر الله ورسوله لأنه يقول الله في كتابه العزيز (وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ(البقرة: 120)).

أما بالنسبة للجدال مع أهل الكتاب فعلينا أن نجادلهم بالتي هي أحسن إن كان لديهم الرغبة في الجدال بالحسنى (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت: 46)). ولكن إن مكروا وتآمروا وإعتدوا علينا وحاولوا إلحاق الضرر بنا بأي طريقة كانت نُطَبِق عليهم قول الله تعالى (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ، وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ، فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (البقرة: 190-194)). وكما ذكر الرئيس معمر القذافي رحمه الله في أكثر من فيديو له ان اليهود مطلعين على ما جاء في كتابنا القرآن الكريم وفضح أسرارهم ضد الإسلام والمسلمين.

فحتى يغير الله حالنا لأفضل ما نحن فيه فعلينا أن نغير ما بأنفسنا بأن نعمل جادين على تطبيق أوامر الله ونواهيه حتى يرضى عنا ويكون معنا ولا نأخذ بأي كلام غير ما ورد في كتاب الله عزَّ وجل في أي وقت وفي أي زمان لأن القرآن الكريم يصلح لكل زمان ومكان. فدعونا نتدبر ما قال الله في بني إسرائيل وبالخصوص أعداء الإسلام والمسلمين منذ بداية رسالة الإسلام (عبد الله بن سبأ وما تبعه ويتبعه حتى وقتنا الحاضر).

قال تعالى فيهم (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (المائدة: 82)). فكم أنت عظيم يا الله؟! خلقت عبادك وأنت أعلم بهم فكما أن هذه الآية توضح لنا أن اليهود هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا من النصارى والمسلمين بترتيب النزول.

وقدَّم الله في هذه الآية اليهود عن المشركين رغم أن الله يغفر لمن يشاء من عباده إلا المشركين (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا، إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (النساء: 48 و 116)). فعلى كل من يعمل إتفاقيات سلام مع اليهود أو غيرهم من أهل الكتاب أن يأخذ حذره ويعقل أموره كلها بناءاً على ما ذكر من آيات قبل التوقيع، وكيف لليهود والنصارى أن يتمسكوا بما جاء في كتبهم السماوية (سواء أكانت المحرفة أو غيرالمحرفة)؟! ولا يحق لنا أن نأخذ بكتابنا القرآن الكريم الذي حفظه الله من أي تحريف ويريدون ويعملون جاهدين أن ننساه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9)). ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (التوبة: 32 و 33)).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد