الولاء و الكفاءة

mainThumb

12-10-2020 11:43 AM

لا يمكن لأحد أن يقنعني أن شخصاً حالياً يشغل منصباً مرموقاً ذا دخلٍ يخرجه من دائرة الفقر الواسعة هو شخص قد وصل الى منصبه عن طريق عادل و دون دفع من هنا و هناك خاصة في دوائر صنع القرار المقربة، حيث الولاء مقدم على الكفاءة. لذلك (ضُبُّوا) شهادات الدبلوم العالي و الماجستير و الدكتوراة فضلا عن البكالوريوس و الدورات التي اخذتوها ب(النتووركنغ) و حلوا عنا.

نحن الشعب الاردني من فرط جهلنا بالمسلمات من البروتوكولات العالمية أصبحنا نرى أي شيء (هِجْنِة) أي "حزين ما شاف اللبن، شاف الشنينة و انهبل". ما أدرانا أن كل اجراءات الحجر التي رأيناه و نراها و سنراها، يعرفها أي طبيب مر عابرا يوما ما بكلية الطب في مساق ما لا نعرف حتى اسمه.

أحد الكتاب نعى علينا استخدام مصطلح التنمر، و أنا علقت سابقا على المسلسلات التركية التي علمتنا السياسة و مصطلح "الدولة العميقة". و نحن الآن يجب أن ننعى مقولة (من يخطىء له أجر و من يصيب له أجران) لأن هذه المقولة أصبحت مشجبا يعلق عليه المخطئون أخطاءهم. و هذه المقولة حديث شريف له سياق ولا يجوز بأي حال من الأحوال إخراجه عن سياقه.

و من المقولات التي أصبحت من كثرة تكرارها مبتذلة، مقولة (التفكير خارج الصندوق). و كأن عالم الاكتشاف والابتكار قد توقف عند هذه المقولة. لا بد أن هناك تجارب قد تجاوزت هذه المقالة و تعدتها بمراحل.

أما في السياق الأردني فتنطبق علينا مقولة وصفي:

"عندما يتعلق الأمر بالوطن لا فرق بين الخيانة والخطأ، لأن النتيجة ذاتها" فالاستمرار في الخطأ كما نراه حالياً هو استمرار في الخيانة لأن النتيجة هي سلب الوطن ومقدراته. إن المطلوب من الحكومة الحالية سيدفعها الى التوسع في الاقتراض مما لن ينعكس ايجابا على مستوى معيشة المواطن ورفاهيته. لأن الولاء مقدم على الكفاءة. سياساتنا ترسم من قبل أشخاص موالين "خَدَم" و ليس كفؤين.

أنا أتعجب كيف لخادم أن يصبح سياسيا ناجحاً. هذا ينفع لبسط السجاد و تحريك (البروجكتور) ليس أكثر، لا يصلحون لإدارة دولة.

لقد سئمناكم، سئمنا أن يأتي شخص كان لتوه يشرف على تنظيف الحمامات أو كان لتوه حامل الكندرة و يأتي ينظِّر علينا في السياسة والاقتصاد و العلاقات الثنائية واستقلال السلطات عن بعضها و حتى الفقه و الدين.

كيف سيكون هناك استقلال للسلطات اذا كانت سلطة الصحافة غير مميزة الملامح، و الصحفي تحت خط الفقر. و أنه وهذه هي الحال فإن مآلنا الى ما أفضينا إليه. الكلمة رخيصة، بخسة، مبتذلة، و مهانة. يا أيها الموالون لا تضحكوا لا علينا و لا على أنفسكم لقد تمت صناعتكم على عيونهم لتقولوا سمعاً و طاعة.
"نعيب زماننا و العيب فينا .... و ما لزماننا عيب سوانا" الشافعي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد