القيمة و الاتجاه

mainThumb

22-10-2020 05:01 PM

لا يهم كم هي قيمتك، المهم ما هو اتجاهك. هل تعلم أن هذه حقيقة واقعية تدمغ بعض القيم الرياضية. استَخْدَمْتُ هذه الحقيقة في بعض أبحاثي العلمية و كان لها تأثير السحر، حيث تستطيع استبعاد أي ثابت مهما كان صغيرا أو كبيرا ما دام أنه لا يؤثر على الاتجاه.

هل يقترب فهمنا للاتجاه من المفهوم الرياضي له؟ هل القليل والكثير متساو في نظرنا و ما يهمنا هو فقط الاتجاه.

هناك أيضا قيما رياضية لها قيمة و ليس لها اتجاه و هناك قيما لها قيمة واتجاه ولكن ليس لها موضع. الشيء الطبيعي او العادي ان تكون هناك قيمة محددة واتجاه.

المشكلة عندما لا تكون هناك قيمة أي أن القيمة صفر.
الضرب و القسمة لا تؤثران على الاتجاه فقط الأخذ والعطاء تؤثران على الاتجاه.
هناك حالة تستحق الدراسة و هي حالة لا يستطيع أحد إنكارها، فقد حدثت على الملأ و أمام هيئة قضائية رسمية. قرأت عن شخصية مرموقة كانوا يخوفون بها الارهابيين، هذه الشخصية التي لا استطيع ذكر لقبها هنا انهارت و فقدت توازنها و طلبت كرسي و ماء أمام أول استجواب امام القاضي، كانت القضية مخزية وكان هذا الجبار شاهداً فقط و ليس متهماً. لقد اختفت جميع أنواع الجبروت التي كانت يتمتع بها من أول سؤال. كم هم الذين يختبئون تحت ياقاتهم هنا و هناك، شخصيات كرتونية.

فعلا اتجاه الطاولة اثناء التحقيقات له قيمة السحر. فلو تحول السائل الى مسؤول والمسؤول الى سائل لتحققت نفس الأهداف.
لا أدري هل أضحك على هذا الرجل أم أبكيه، لكني لا أستطيع سوى أن أحزن على منظومة الواسطة و المحسوبية التي أفرزت جبابرة في بؤس هذا الرجل.
نحن لسنا من الوطن، نحن غرباء، غرباء، غرباء. الذين من الوطن هم المستفيدون منه أصحاب الدولة و المعالي و العطوفة و السعادة، الباشا و البيك و الأفندي. الذين يستلمون ثروات الواجهات العشائرية. الذين يعينون قبل التخرج و يوظفون قبل استلام الشهادات. نحن مهما فعلنا او خسرنا لن نصل الى مرتبة جسيم فتفتح امام أبنائنا طاقة القَدْر.

نحن المدعوس على وجوهنا في المخافر (ليس فقط الزعرنجية و البلطجية و قبلهم أيضا) المنتهكة حرماتنا في السجون. الضائعة حقوقنا على موائد الْلِئام. لا يوجد لنا حقوق و لا يعرف محام طريقا الينا. كل تهمتنا أنا تكلمنا.

لو أن حزبيا او ابن عشيرة اعتقل لقامت الدنيا و لم تقعد. من لنا غير الله. من يزيل تلك الذكريات المؤلمة في السجون حيث اول عدو لك هو العدو الرسمي الذي يبيحك للمجرمين و قطاعي الطرق و يقول لهم، "اجراءاتكم".

أنا أكتب عن المصلوبين على صليب الزمن ليس لهم أسماء أو أشكال أو ملامح، لا يعرفون و لا يعرفهم أحد. لا يمكن تحديد قيمة او اتجاه لهم، لأنهم منسيون، هؤلاء هم ملح الأرض و أوراق السنديان و من تُصَبِّحُ عليهم الشمس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد