كما رَسَمْتُهُ

mainThumb

30-10-2020 04:03 PM

تنهّدَ الحِبرُ لمّا بُحتُ عنْ أرَقي
سافِر أيا شوقُ مِنْ قَلبي إلى وَرَقي

وأنْتَ أنتَ كَمثلِ الشّمسِ نور هُدىً
أخْجلْتَ شَمسًا بدَت مَحْضًا من الألَقِ

سَرَيْتَ بين انكشاف الغيبِ مُرْتَحِلاً
منْ عَتمةِ الجَهْلِ حتَى آخر الحَذَقِ

فتحتُ مِقْبَضَ بابي كيْ أرى لُغتي
شفّافةَ البَوْحِ في دوّامةِ القَلَقِ

رَسَمْتُ بِشْرَكَ مثلَ الضّوءِ منعكسًا
فرَفرف اللّونُ بيْنَ الوَرْدِ والعَبَقِ

رَسَمتُ عَطْفكَ للأغْصانِ محتضنًا
قد أنقذَ الغُصنَ ضخّ ُ النّبضِ في الرّمَقِ


طفِقْتُ أرْسُمُ مفتونًا بسيرَتهِ
خطُّ الدناءةِ أنأى تاركًا نزَقي

أ َوَتْ جمالٌ لَه والجوعُ مفترسٌ
قامتْ يَدي رَسَمَت ْوصْلاً إلى الرّفَقِ

شآم بُصرى أنارتْ إذْ يمرّ بِها
من أجْلِه مُدُنٌ تصْطَفّ في الوَسَقِ

وفي زَمانٍ مُعَفّى قُلتَ منتصرًا
قدْ جاءَ عَفْوِيَ يُرْدي الشّرّ للزَّهَق ِ

رَسَمتُ صوْتَكَ فالأوتارُ في صَهَلٍ
والوَحْيُ بانَ بَيانًا فاضَ للدَّسَقِ

كأنّ خَيرَ الوَرى نَفْسٌ مُوّ َحَدةٌ
فينا تَميل إذا مِلنا بلا نَسَقِ

وأنتَ تَبْكي بشَوقٍ مِنْ مَحَبّتِنا
سَمْتٌ لنوحٍ بدَمعي صُبَّ كالغَدَقِ

وفي الصِّبا مثلَ كهْلٍ قدْ أماتَ هوىً
بالصّوْمِ أو ليلُه نومٌ بلا غَرَقِ

كتابُه ليسَ يؤذي النّملَ مرفَقَةً
أعْطى قواريرَهُ رَوْحًا من الحَبَقِ

فَتحتُ بابًا على أخرى يعيش لَها
حَلّتْ بفضّةِ مائي رِقّةُ الطَّبَقِ

بيومِ عُسْرٍ شَطَرْتُ الرُّوحَ بي عَطَشٌ
يومي يَسيرٌ إذا كُشّفْتَ للحَدَقِ

قِناعيَ الحرفُ أما عنْ حقيقَتِه
ينتابها قِسطُهم من جَعْبةِ الحَنَقِ

فالحقدُ فيهم حِصانٌ ما لَه خَبَبٌ
والقلبُ بادٍ كما عودٌ بمنفتَقِ

بَدا بريشة ِ ألواني هنا أسَدًا
قَدْ ثقّبَ النّايَ لي في زَحمَةِ الرّشَقِ

مَشَتْ صَلاتي لأبعادٍ كما وُعِدَتْ
مشيًا سِراعًا كفِتيانٍ بمُنزَلَقِ

بأيسَري لوحةٌ خضراءُ ما برِحَتْ
شمسٌ على أيْمَني زَهراءُ كالشفَقِ.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد