للجادين فقط

mainThumb

30-10-2020 06:09 PM

للذين لا يضحكون و هم يتكلمون. للطامحين الى لقب دولة ليس أقل. للسافكين دماءهم على مذابح الآلهة. محبي العائلة الطبيعية. الغافية جفونهم على حد السيف. المنكبين على واجباتهم ليل نهار. الباحثين عن لقمة العيش ليس أكثر. للباحثين عن الحقائق. البكّائين على أحلام الصغار الموؤدة. المنتظِرين فوق شفق الغيب البعيد. المنتَظَرين وراء شفق الغياب. الناثرين دماءهم فوق مرتفعات الشوق. النابضة قلوبهم بصدق الوعد و الوعيد. المُشَمَّسِيْنَ على وعيد الجبابرة. المرددين أغنية الإخلاص الأبدي. المبتعدين عن النهايات المأزومة. محبي الهدوء العائلي. الذارفين دموعهم على مآسي الوطن. سالكي الطريق الوَعِر ساعة الأَخْطار. المتفائلون برغم عشوائية البحث. المستحيل في طريقهم لا يدوم. أياديهم دائما على الزناد. الموت أقرب اليهم من حبل الوريد. آخر من يصاب و موتهم يستحيل. الناحرين خيولهم على أعتاب بيوتهم. المنقطعين الى توحيد الواحد القهار. الرافعين رؤوسهم عاليا برغم ثقل السنبلة. المعلنين الحرب حيثما يجب على تخوم الجبهات. المتلقين بصدورهم سهام الغدر المسمومة. المعلنين أشعة الشمس حربا على الفساد. العابرين الموت الى قوارب النجاة. المنسيين على أعتاب الكرام. المرفوعة رؤوس أعدائهم فوق أسنة الرماح. الباذلين الروح فوق موائد الأوطان. النائمين ملء جفونهم ساعة الصبر. الشاربين من ينبوع الحياة. القاطعين جسور دروب المستحيل. من مشرق الشمس الى حيث تغرب أحلامهم. البالغين أفق اللحظة في انسداد الغيوب. الحالمين بأن غدا لا بد بأن يكون أفضل.

نحبكم لأننا لا نراكم أبعد من بؤبؤ العين. لأن ثمار الجوز لا تشيخ أبداً، عندما تنشف تكون قد نضجت. لأن الله دائما معكم، يؤيدكم، ينصركم ويرحمكم. نحبكم لأنكم معنا ب "رغم القهر و التعذيب و الإيذاء و المحن، برغم محاكم التفتيش قد صيغت من العدم" لدى (أحبابنا) المستبدين.


أنتم جادون بأخذنا بعين الإعتبار برغم أننا لا نستحق، برغم أننا لا نعي وعيكم ولا نرى رؤيتكم، برغم مشينا بجانب الحائط و قولنا "يا رب الستيرة".

يا حبنا الخالد العابر للزمن. مذ (خالد بن الوليد) و نحن ننتظركم. مذ صلاح الدين الأيوبي و نحن ننتظركم، فهل عرفتمونا؟.

نحن المنسيون على أعتاب الزمن، الرافضون وضعكم في سلة المهملات، نحن محبيكم في نهاية الزمان.

بداية الأحزان عندما نُترك وحدنا بدون أمثالكم، مع من لا يؤمنون بنا و لا ينظرون فينا سوى النقائص، لأنهم ينظرون إلينا بعين الكره و لو نظروا إلينا بعين الحب لتغير الزمان و لأشرق الوجود بإشراقات الإله الأوحد الذي منحنا راية الحياة لغاية في نفسه و ليس في أنفسنا.

نحن الناثرون دماءنا فوق الجبال رخيصا لكل مستبيح. نحن الوالغون في استعباد بعضنا البعض، بداية الأحزان و نهاية الأفراح بأيدينا. لا نحب بعضنا و لا نهتدي سبيلا رغم أن جميع أحبابنا كانوا هنا. وصفي كان هنا و بعض رجاله ما زالوا معنا.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد