صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - محرر القدس من أيادي الصليبيين البطل المعروف باسم صلاح الدين الأيوبي وهو ( الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين يوسف بن أيوب التكريتي) وعرف أباه باسم نجم الدين أيوب وشقيقه المعروف ب توران شاه بن ايوب وزوجته عصمت الدين خاتون، ولد صلاح الدين في مدينة تكريت وكان ذلك في عصر الدولة العباسية في عام 1138 ميلادي وهو مسلم سني من القادة العظماء.

إن القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي من أهم القادة المعروفين على مر التاريخ ومن أكثر القادة التي تفتخر بهم الأمه الإسلامية، والذي قام بأهم عمل ألا وهو تحرير مدينة القدس من أيدي الصليبيين.

بدأت قصة صلاح الدين الأيوبي في عام 1167 وقد كان مسلم صغير السن أرسل عن طريق دمشق إلى مصر ليقوم بدعم الجيش المصري ونظامه وحمايته من الصليبيين الأوروبيين.

بعد حكم دام 262 سنة استطاع صلاح الدين الأيوبي القضاء على الدولة الفاطمية و توحيد راية مناطق عدة من ديار المسلمين وهي: الشام ومصر والحجاز واليمن والتهامة، ثم قام بمجابهة الصليبيين الأوروبيين واستعاد الأراضي المقدسة آنذاك والتي استولى عليها الصليبيين في نهايات القرن الحادي عشر.

وفي الفترة الواقعة مابين 567 هجري إلى 589 هجري قام صلاح الدين الأيوبي بتأسيس الرئاسة و الدولة الأيوبية.

كيف كانت بدايات القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي؟

في الفترة التي وقعت فيها دول الإسلام والمسلمين تحت سيطرة الصليبيين والمسيحيين لم يستحمل المسلمين أن يحكمهم ويسيطر عليهم نفوذ مسيحي أو صليبي فأصبحوا يجهزون الجيش فوق الجيش لمجابهة الصليبيين والقضاء عليهم وبعد وفاة وزير مصر ذهب فورا صلاح الدين الأيوبي إليها لكي يمسك زمام الأمور فيها، وبشكل سريع استطاع صلاح الدين الاستيلاء على السلطة والسيطرة على الحكم في مصر وبالتالي سيتمكن صلاح الدين الأيوبي من تجهيز جيش لقتال الصليبيين في سوريا.

مع جميع المميزات التي يمتلكها هذا القائد الفذ المغوار استطاع أن يمد امبراطورية الإسلام من دمشق إلى طرابلس بشمال افريقيا مرورا بمعظم مناطق الشرق الأوسط إلى العراق، وبحكمته وصبره وإحسانه وصدقه ومثابرته ورفعة أخلاقه وجهاده وكرمه وثباته، والكثير من المميزات التي تميز بها هذا القائد الفذ، استطاع ان يحكم هذه البلاد ويوحدها ليس بسيفه فقط إنما بعدله ودينه وحكمته وما تميز به من أخلاق.

وأن كل هذه الأخلاق التي تميز بها هذا القائد الفذ هي بسبب نشأته الصحيحة في بيئة مسلمة وتعليم يعتمد على قواعد واسس قوية لإنشاء القائد المسلم الشجاع ذو الأخلاق الرفيعة.

بالإضافة إلى أن هناك الكثير من الأشخاص الغير مسلمين الذين عاشوا تحت حكم امبراطورية صلاح الدين الأيوبي مثل المسيحيين واليهود، وهم المواطنين الأصليين الذين عاشوا بسلام بدون أي مشاكل حتى تم اكتشاف وجود الصليبيين المسيحيين الذين استولوا على عدة مناطق في القدس بغرض احتلالها.

كيف حرر صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس؟

يعتبر المسجد الأقصى وقبة الصخره من الأماكن المقدسة في الدولة الإسلامية و الدين الإسلامي، ويعد المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين و ثالث الحرمين الشريفين، و مدينة القدس تعد الأكثر قداسة بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة .

وبالرغم من احتواء مدينة القدس على كنائس مسيحية وباعتبار القدس موطيء مقدس للمسيحيين أيضا وذلك بسبب اعتقادهم بأن المسيح قد صلب فيه، لكن بالرغم من ذلك فإن الصليبيين المسيحيين كان هدفهم القضاء على دولة الإسلام كاملة وعلى الحكم الإسلامي كامل، من خلال قتل المسلمين وغير المسلمين من المسيحيين واليهود بشكل عشوائي وإنهاء ٤٠٠ عام من الحكم الإسلامي وذلك بأمر من البابا ايربن الثاني.

عندما قدم الصليبيين إلى الأراضي الإسلامية لم يكن المسلمين يعرفون من هم الصليبيون وكيف أتوا إلى هذه البلاد وماذا يريدون كانوا حقا لا يعلمون أي شيء عن عدوهم وهذا الأمر الذي أضعف الدولة الإسلامية وأنهكها، قبل قدوم صلاح الدين، ولم تكن هناك مجابهة قوية للصليبيين آنذاك، مما أثار غضب المدارس الدينية بمن فيهم الفقهاء والعلماء المسلمين الذين دعوا إلى المقاومة والتصدي للصليبيين.

يحتوي الجيش الصليبي على مجموعتين خطيرتين على صلاح الدين الأيوبي تحديدا وعلى الدولة الإسلامية كذلك، وهما جماعة الرهبان المحاربين فرسان الهيكل، وفرسان الاسبتالية، وهما جماعتان كان هدفهم هو قتل المسلمين وعدم الاشفاق عليهم، وكان هذا نفس الشعور المتبادل عند القائد صلاح الدين الأيوبي الذي كان يريد قتلهم وابعادهم عن دولة الإسلام.

وبقدوم عام 1187 ميلادي كان الهدف الوحيد لصلاح الدين هو استرجاع القدس، بحيث أعلن الجهاد و المقاومة ضد الاحتلال الصليبي الذي استوطن الأراضي المقدسة ودعا إلى توحيد جيوش المسلمين للعمل معا من أجل ذلك.

اتخذ صلاح الدين الأيوبي في أولى خطواته تجهيز جيش بثلاثين ألف مقاتل، وكان يفخر بأن هؤلاء الثلاثين ألف غبار أقدامهم تحجب نور الشمس وقوتهم تسحق العدو، وكان يتضمن هذا الجيش بعض من قراء القرآن الكريم والمتدينين والفقهاء المسلمين حتى يبعث في المجاهدين شعور الراحة والاطمئنان أثناء ذهابهم للجهاد في ترسيخ هدف هذه الحرب، على أنها حرب دينية بحتة هدفها استرجاع القدس من أيادي الصليبيين.

وفي استرداد صلاح الدين للقدس عن طريق معركة حطين كانت البدايات في وصول صلاح الدين إلى بحر الجليل عندما أحاط جميع المواقع الاستيطانية المسيحية في طبريا في عام 1187 ميلادي وكانت الفكرة تصب في أن تتقدم الجيوش الصليبية نحو صلاح الدين لاستعاده طبريا من قبضته وفي هذه الأثناء يوقعهم صلاح الدين الأيوبي في فخ وبعد تنفيذ خطته يسيطر صلاح الدين على جميع مناطق الجليل.

وفي هذه المعركة أسر صلاح الدين غي دي لوزينيان ملك القدس واستولى على جزء من مناطق احتلال الصليبيين بالإضافة إلى أسر جندي صليبي يدعى رينالد ويعتبر هذا الرجل من ناقضي العهود وخائني الأمانات الذي تعهد صلاح الدين بقتله، وبالرغم من عداوة صلاح الدين لهذين الشخصين إلا أنه التزام بتعاليم الدين الإسلامية عندما أسرهما.

القارئ صاحب الحنجرة الذهبية .. عبد الباسط عبد الصمد

وفي واقعه أسر الشخصين، وبحكم التزام صلاح الدين الأيوبي بالشريعة الإسلامية أعطى كأس ماء مثلج للملك غي دي لوزينيان وعندما شرب الملك قدم نصف من هذا الماء لرنالد خائن العهود، فصرخ صلاح الدين في وجه الملك قائلا: " أنت تعطيه ماءا أنا لم اعطيه اياه" فوجه ضربه عميقة لرنالد وقتله وعفا عن الملك بقوله: "إن الملوك لا يقتلون الملوك".

توفي صلاح الدين الأيوبي في مارس عام 1193 بسبب الحمى.