أَفَأَمِنَ (أَوَأَمِنَ، أَفَأَمِنُوا) أَهْلَ اَلْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُم بَاْسَنَا (اَلْكُوفِيْد-19 وَغَيْرَه)

mainThumb

31-10-2020 09:32 AM

حذَّرنا الله في كتابه العزيز المقدس (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (الواقعة: 77 – 70)) القرآن الكريم في أكثر من آية وفي أكثر من مكان في أكثر من سوره بأسه وعقابه الشديدين. هذا القرآن الكريم الذي نزل على نبي العالمين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام وجاء ليهدي الناس أجمعين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (سبأ: 28))، والقرآن الكريم يصلح لكل مكان وزمان. ولو تدبرنا القرآن جيداً لوجدنا فيه جواب لكل سؤال عن هذا الكون وما خلق الله فيه من أشياء (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(النساء: 82))، ولكن في المقابل هناك أناس كثيرون مقفلة قلوبهم ولا يريدون أن يتدبروا هذا الكتاب المقدس العظيم (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا(محمد: 24)).

كما وقد صرَّف الله لنا أمثالاً كثيرة فيه (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا(الكهف: 54)). وقد أعطانا الله نحن المسلمين أكثر من فرصة ومازال يعطينا الفرص الكثيرة للعودة إلى كتابه وسنة رسوله وبالخصوص أهل القرى (وتعني القرية المدينة أيضاً) وقد ذكر أهل القرى والقرى في أكثر من مكان في القرآن الكريم (ولَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا واتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ والأَرْضِ ولكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ، أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ، أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ، أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (الأعراف: 96 – 99))، وقد أعطى الله كذلك فرصاً كثيرة وما زال يعطي الفرص لأصحاب الرسالات السماوية السابقة وجلي ذلك في ذكره الناس ولم يخص المسلمين أو غيرهم (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41)).

وقد أعطى ويعطي الفرص الكثيرة لعباده أجمعين لأنه قال في كتابه المقدس (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ(النحل: 61))، ولهذا سمَّى الله نفسه الصبور.

فلبعد الناس بشكل عام عن رسالاتهم السماوية وكذلك المسلمين عن القرآن الكريم وسنة رسولهم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أصبح كثيراً منهم ظالمي لأنفسهم ولغيرهم من البشر وهذا ظهر ويظهر وربما سيظهر بما حدث ويحدث وربما سيحدث في العالم من احداث سابقة (الحروب العالمية الأولى والثانية، وإصطناع الأوبئة المختلفة ... إلخ لتصنيع الأدوية واللقاحات لبيعها للناس أجمعين، وإصطناع الحروب بين الدول والشعوب المختلفة لبيع الأسلحة لهم أيضاً كل ذلك من أجل المال، فأصبح معظم الناس عبدةً للذهب والفضة وللدرهم والدينار والدولار واليورو والين ... إلخ من أنواع العملات المختلفة في العالم) وحاضرة ولاحقة. وكل ما حدث ويحدث وربما سيحدث في العالم من حروب وويلات ومجاعات وأوبئة وآخرها جائحة الكورونا كوفيد-19 التي إجتاحت ومازالت تجتاح وستجتاح كما هو متوقع شعوب دول العالم بأسره... إلخ لفترة لا يعلمها إلا الله، كل ذلك تم بأمر الله (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(الحديد: 22))، وحتى يذيق الله الناس بأسهم بأس بعض.

وأخذ كثيراً من أصحاب الرسالات السماوية السابقة والمسلمين يجأرون إلى الله في الدعاء ليرحمهم ويرفع عنهم ظلم بعضهم لبعض ويرفع عنهم المرض والبلاء والأوبئة وبالخصوص جائحة الكورونا التي نغَّصت عليهم حياتهم ودمَّرت الإقتصاد العالمي وجميع أمور الحياة اليومية التي لها علاقة به (وعن طريق جائحة الكورونا مُنِعَت الإحتفالات والأفراح وبيوت الأجر وكل مظاهر التباهي والتفاخر بالعشائر والنسب والحسب والبذخ والكفر بالنعم ... إلخ).

فسوف لا ولم ولن يسمع الله دعاء أي ناس من خلقه إلا إذا إكتملت عندهم شروط الدعاء المذكورة في الآية (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (البقرة: 186)) وهي أولاً: الإستجابة لأوامر الله ونواهيه، وثانياً: الإيمان بماجاء في كتاب الله القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية حق الإيمان، وثالثاً: إذا صدقت نواياهم في أولاً وثانياً يصبحون من الراشدين الذين إذا سألوا ودعوا الله إستجاب لهم، اللهم إجعلنا من الراشدين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد