مات أباه .. سندس هنداوي

mainThumb

09-11-2020 11:52 PM

صَرختُ في السّرير "أَباهْ" 
صَرختُ والعَينُ تَبْكي والرُّوح تُغنّي الـ "الآهْ"
وبِجَانبيّ إمْرِأةٌ قَالوا لِي أنّها "أُماهْ"
بَدأتُ بهَلْوَسةٍ وحَديثٌ القَلبُ مَنجَاهْ 
أولَ ما بدأْتُ بوطنٍ سَليمُ الحَربِ بَعيدٌ مَداهْ
فـهَمستْ أُماهْ إنّه جُرمُ القَتل ما أدْناهْ
تَفجّرت كَلِماتي كَلهيب بُركانٍ ما أعْلاهْ
أُماهْ أيْن أباهْ ؟ وأَين ما صَنعتْ يَداهْ ؟
أما زالَ بعيداً يَجوبُ الوَطنَ الجريح مع الجُباهْ ؟
أم أنّه إرْتَقى لله سُبحانهُ تعالى؟ ما أَكرَمهُ ما أحلاهْ 
تَغرغَرت الدموعَ في عيْنيّ أماهْ والرّوح تَفيضُ بالمُناداهْ
أَمسَكتْ قَبْضتي وعلى رأسي تَحسستْ باليُمناهْ
ما زِلتُ غَير مُدرِكة للمَكان والزّمان وكُلّه سوادٌ ما أراهْ
أنظُرُ بتَرقبٍ إلى مَدى البابِ لَعلّهُ يأتي بلُعبَتي أباهْ
عُيوني تتبَعُ الخَيالات العابِرة أمامَ الباب وتتوقع دُخولَ قَدماهْ
وأماهْ ما زالتْ تُمسك قَبضتِي وكلامٌ للقَلب مُداراهْ
الفِكر مُشوشْ والنبَضُ مُتسارعٌ خائفٌ من اليَومِ وخَباياهْ
كررتُ سؤالي لـِ أماهْ وتَرجّوْتُها كـرضيعٍ للطّعامِ مُشتهاهْ
أماهْ ! أرجوكِ أين أباهْ وأين ما صَنعتْ يداه ؟
عادَتْ والدّمعُ يَفيضُ من الروح والرّجفةُ إعْتَلت المَحياهْ
بدأتْ بالتّلعثُمِ وطَرقِ الكفوف بالهَواءِ والصُراخ "آهٍ آهْ"
أحْسستُ أنّ الدُنيا تَوقفتْ والنبضُ إختفى والصّوت هوى إلى ليلاهْ
والعُيون عُمِيتْ والأنحاءُ أغلِقتْ والوقتُ يَمضي بَسُكناهْ
أماهْ ما زالتْ على وضعِها والصُراخ لـ أباهْ
وأنا كَما أنا كأنّني ولِيدةُ اللّحظة في يومٍ ما أقساهْ
إستَجمعتْ أماه قُواها والكيانُ يصرخُ أين أنت أباهْ؟
عانَقتني بقوةِ ألفِ رجلٍ وقالتْ لي إسمعي يا أماه ..
في غفوةٍ طويلةٍ كنتِ و لَولا رحمةُ الله لأضعتُك في سُداه 
أماه أأضيع أنا ؟ ومن هو الذّي أضيعُ في سُداه ؟
الحَرب الظالمة يا أماه 
الحمدُلله يا أماه لكن ما زِلتُ أتسائل أين أباه ؟
كوني قويةً يا بُنيّتي فـ أباه أورثَ ورائه ملاكٌ كالنجمُ في سماهْ
يا بُنيّتي "ماتَ أباهْ"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد