مش شغلك يا مواطن

mainThumb

13-11-2020 04:10 AM

 طبعا مش شغلي. بدك تشلحني ميزانيتك تشليح و بده يكون شغلي. راتبك أنا أدفعه و مش شغلي. صفقاتك أنا أمولها و مش شغلي. فماذا بقي من شغلي. آسف أني أزعجتك .

 
هناك شخصيات عابرة و هناك شخصيات معبورة. لكن الأساس هو الإنسان الذي يوزع الأدوار على هؤلاء.
الذي يوزع الأدوار على الجميع هو بشهادة الجميع، المواطن نفسه، نحن، أنا و هو و أنت.
 
الذي قال مش شغلك يا مواطن لم يكن ممثلا لأحد سوى نفسه بل و بكل صلف رجع الى ذات المواطن ليستنجد به و ليرد عليه نفس المواطن مش شغلي.
 
ما لم أقله في مقالي السابق عن (ماجد الزبون) هو أن زملاءه في الحركة الإسلامية أصبحوا الآن مرشحين للانتخابات و لو أنه اختار الحياة على الموت لأصبح الآن نائبا في البرلمان الأردني، و ربما لسحب البساط من تحت كثير من المشيخات التي تتحدث باسم العشيرة.
 
إن هذه الرؤية ليس مبالغا فيها لأن ماجد كانت له كاريزما مميزه تتعدى الإخوان الى أهله و عشيرته.
 
أنا أعيش في الماضي و ليتذكر الشعب الأردني أن الأموات هم من يرسمون له مستقبله حتى و هم في قبورهم و لأذكِّرهم أن بعض بنود مراسلات الحسين مكمهون ما تزال سرية و قيد التنفيذ، و أن المشهد الحالي في البلد قد رسمه الملك الراحل الحسين بن طلال بوضع جلالة الملك عبدالله الثاني وليا للعهد.
 
نحن الآخرين الذين ليس لنا اسم او تعريف او معرفة. ألا تسمعون عنا في الأخبار، نحن الآخرين على الهامش غير المحسوبين مع الخسائر، ليس لنا وطن يبحث عنا أو سفارات تسأل عنا او احزاب تصنفنا من المناضلين.
 
هل تعرفون من أنا، أنا لا شيء، النكرة، المنبوذ، المهمش، صاحب الحقوق المنقوصة.
 
لا يسألني أحد من أين أنا فأنا عابر للأوطان. ليس لي واسطة و لا أستطيع أن أدفش الباب على الوزير لأدخل لأن هذا هو آخر عمل سأعمله قبل أن أدخل السجن.
 
أنا ليس لي علاقات، أنا آخر من يصاب و آخر من يموت لأني على حد السيف وأني رأس الرمح لأني السلاح. هل رأيتم يوما سلاحا يموت.
لقد تركت العمل الحزبي عندما قرأت الحقيقة. الحقيقة هي كاذبون. حتى ماجد الزبون كان مغموسا في الكذب و إلا لما صدق فكرة الشهادة من فمٍ زانٍ.
 
كانت الأكاذيب تحيط بنا من كل مكان و تلخص في أناشيد و أغان و أهازيج.
نعم كان الجميع كاذبون و هذه عاطفية مني.
 
لا توجد مقدسات، لا يوجد مقدسين. كانوا و ما زالوا و سيبقوا يكذبون علينا نحن السارحين وراء الغنم، نرعاها هنا و هناك.
سنظل اغبياء ما دمنا تحركنا لقمة العيش و الراتب آخر الشهر.
ماذا نحن؟ نحن لا شيء.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد