يتوفى الله الإنسان بعداد عمر صفر عنده ومساوياً لأجله المسمى في الدنيا

mainThumb

23-11-2020 10:22 AM

 كما أعلمنا رسولنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام بأحاديثة الصحيحة العديدة أن عمل وعمر ورزق الإنسان وسعيد أو شقي وذكر أو أنثى يتم تحديده من قبل ربِّ العالمين عندما يبلغ في رحم أمه مائة وعشرون يوماً.

ويقوم بكتابة ذلك ملك بأمر من الله في سجل أو ملف العبد، عن عبد اللّه بن مسعود قال‏:‏ حدثنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق‏:‏ إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات‏:‏ بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد‏.‏ فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها‏.

ولنفترض أن الله خلق إنسان ما نرمز له بالرمز ن وحدد الله عمره بمائة عام ودعونا نرمز للعمر برمز ع١ (عمر ن عند ربّ العالمين ع١ = ١٠٠) ففي هذه الحالة عندما تلد الأم الطفل يبدأ أهل الطفل في الدنيا بحساب عمره ولنرمز له برمز ع2 (عمر ن عند أهله في الدنيا). ففي الدنيا يبدأ الأهل يحسبون عمر ن = صفر + ١ يوم + (ّ شهر) + (سنة) ... إلخ حتى يبلغ عمره المحدد من رب العالمين = ع١. ولكن يحسب عمر ن عند الله بالمعادلة = ع١ – ١ يوم – (شهر) – (سنة) ... إلخ حتى يبلغ صفراً. وعندما يبلغ عمر ن في الدنيا ع2=١٠٠ وعند رب العالمين صفراً (أي ع1 = صفراً) يكون ذلك الإنسان قد إستوفى كل حقوقه من ربِّ العالمين في الدنيا ويتوفاه الله.

فعمر العبد مهما بلغ من السنوات قصير بالنسبة لعمر الدنيا والآخرة فكم من أمم قد خلت من قبلنا من قبل آلاف وملايين السنين وكما يقال العمر غفلة. فعلى كل إنسان أن يستغل كل يوم من أيام عمره بعد أن يبلغ سن التكليف ( أي عندما يبدأ الملكين الرقيب والعتيد بتسجيل أفعاله وأعماله وما يخطر على باله حتى داخل نفسه من هواجس شر أو خير) ليعمر حساب الآخره لصالحه بالحسنات لأنه عندما يتوفى الله الإنسان ينقطع عمله من كل شيء إلا من عملٍ ينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له، ولا عوده للحياة الدنيا ليعوض ما فاته (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ، وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المنافقون: 10 و 11)).
 
ولهذا السبب جعل الله أمر العمر والوفاة سراً حتى يمتحن الله إيمان كل إنسان في هذه الدنيا، ولو كان الإنسان يعلم عمره أو وقت وفاته لما إستمرت وإستقرت حياة الناس وتم تعمير الكون، فنحمد الله تعالى أن جعل ذلك سراً ولا يعلم ذلك إلا هو (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (الملك: 2)). ولكن لا بد من التنويه هنا بأن الله يُغَيِّرَ بالدعاء الخالص له ما كتبه للإنسان وفقاً لقوله تعالى (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (الرعد: 39)). فنسأل الله إن كتبنا من الأشقياء أن يمحها ويكتبنا من السعداء وإن كتبنا من أهل النار أن يمحها ويكتبنا من أهل الجنة نحن ووالدينا وأهلنا وذرارينا والصالحين من الناس أجمعين إلى يوم الدين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد