العلاقة الاردنية الفلسطينية إلى اين ؟ وهل من جديد في قادم الايام ؟

mainThumb

01-12-2020 11:26 PM

 دعونا نلقي الضوء على العلاقة الاردنية الفلسطينية وما اصابها واعتراها من صعود وهبوط وعدم ثقة بين الطرفين ... فهناك جوانب تاريخية وجغرافية وتحولات سياسية شهدت تلك العلاقة طيلة سنوات عقود طويلة أدت في بعض الاحيان الى ازمة ثقة سببها الرئيسي هو مسألة الهوية الوطنية وأحقية تمثيل الشعب الفلسطيني.... فقد شهدت العلاقة بين الطرفين شكوكاً متبادلة ... فالرئيس عرفات كان يشكوا من الاردن دوماً في جميع المحافل العربية من الهيمنة الاردنية على القرار الفلسطيني

 
فمن المُفيد ان نُعيد قرأة تاريخ تلك العلاقة منذُ نشؤوها عام ١٩٢٤ حين آلت حماية القدس والمقدسات للشريف حسين ملك الحجاز بطلب من اهالي مدينة القدس ... وكان ذلك بمثابة تأكيد من الهاشميين على دورهم الديني امام الاطماع التلمودية واستمراراً للعهدة العمرية
 
فرغم ان قرار فك الارتباط في عام ١٩٨٨ بقي معلقاً ولَم يستكمل مراحله الدستورية حتى يومنا هذا إلا انه أغلق الابواب في وجه توريط الاردن في تسويات بدلاً من الفلسطينيين وأسس لعلاقة اردنية متكافئة ... وأستبعد أن يُطرح الاردن كوطن بديل للفلسطينين
 
وبأختصار فأن قرار فك الارتباط كان ثمرة ضغوط عربية عاتية مورست على الاردن ..... والسؤال الان هل ستعود مناقشة قرار فك الارتباط إلى سطح الاحداث في الايام القادمة ؟ وهل سنشهد الدعوة إلى الكونفدرالية من قبل الطرفين من خلال مجلس النواب الاردني والمجلس التشريعي الفلسطيني ؟ فمع كل تقارب اردني فلسطيني يتجدد الحديث حول الكونفدرالية .... فالرئيس عباس من أكثر الشخصيات المؤيدة لهذا المشروع وكان يطرحها في كل مناسبة ..... علماً بأن الاردن تعرض سابقاً لضغوطات لقبول تلك الفكرة
 
فبعد مؤتمر القمة العربية عام ١٩٧٤ الذي عقد في الرباط اتسمت العلاقة الاردنية مع منظمة التحرير بالتذبذب أحياناً صعوداً وأحياناً هبوطاً ...... فبعد عودة الملك الراحل الحسين من الرباط بعد انتهاء مؤتمر القمة قال الملك ان التخلي كان جزئياً طال السياسة دون الجغرافيا ... وايضاً في عام ١٩٨٥ حين رفض المجلس الوطني الفلسطيني المصادقة على بيان ١١ شباط والموقع من الملك الراحل الحسين والرئيس الراحل عرفات حيث قال وقتها الملك الحسين عدم قدرته على التعامل مع منظمة لا تحترم كلمتها ولا تفي بالتزاماتها
 
فالمكاشفة والمصارحة هي السبيل الوحيد لوضع العلاقة في اطارها الصحيح ... وحتى الان باعتقادي لا يوجد أية مقترحات أو رؤية من شأنها أن تحرر العلاقة للقضاء على كل عوامل التفرقة .... فليس من الممكن أن تنشأ دولة غرب النهر دون أن يكون لها علاقة مميزة مع الاردن ... فأتفاق اوسلو لم يلغي ولا يستطيع الغاء تلك العلاقة التاريخية المعقدة والمتشابكة والمتداخلة والتي تفرض نفسها عنوة في كل زمان ومكان ..... فالاردن هي طريق الحياة لفلسطين وسكانها .... فالاردن كان وما زال يحضى بأهمية جيواستراتيجية في الاقليم وسياسته متوازنة ودوره لم ينقطع يوما في دعم القضية الفلسطينية
 
فعلى السطح تطفو أحياناً تساؤلات حول مسار تلك العلاقة ومستقبلها في ظل مرحلة عربية واقليمية تتميز بفقدان الوعي وأنغلاف للافق أمام حل الدولتين وحالة الاستعصاء التي تُحيط بها ..... فلا بد ان يكون هناك بعداً مستقبلياً ممكناً ومرغوباً ومُفضلاً لتلك العلاقة وان يتم طرح كل ما يمكن من خيارات وسيناريوهات ممكنة محتملة وعقلانية تفحص كل خيار وسيناريو من حيث عيوبه ومحاسنه ومخاطره لما فيه مصلحة الشعبين بما يحفظ التاريخ والحاضر والجغرافيا والديموغرافيا والتمازج الكبير بين الشعبين .... فالقضية الفلسطينية هي حجر الزاوية في السياسة الاردنية داخليا وخارجياً وهي مسألة حياة أو موت ... فلا يجوز الانتظار لحين وقوع المحاذير ... فينبغي للاردن والسلطة الفلسطينية ان تبادرا الى تحديد علاقتهما المستقبلية خوفاً من أن تفرضها قوى أخرى


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد