ماذا يريد العدو الصهيوأمريكي من إيران ؟

mainThumb

02-12-2020 07:51 PM

يجمع كل المنصفين مهما كانت انتماءاته السياسية والفكرية على احترام الشعب الإيراني وقيادته  ، وإصرارهم على مواصلة طريق التقدم والازدهار ، وإيران ليست دولة هامشية من صناعة سايكس بيكو أو إنتاج المخابرات الأمريكية ، ولكنها دولة مركزية لها تاريخ ، وحضارة عريقة  ، وإصرارها على مواصلة برنامجها النووي السلمي وتطويره رغم عواء الذئاب ونباح الكلاب.
 
وإيران دولة ذات تاريخ وثقل سياسي ممتد من موقعها الجيوسياسي  ومعروف أن أمريكا لا ترى المنطقة والشرق الأوسط كله إلا عبر النظارة الصهيونية أي مصلحة كيانها المدلل المسمى إسرائيل.
 
نستطيع أن نتفهم تخوف أمريكا على كيانها المدلل من برنامج إيران النووي السلمي ، ولكن ماذا يخيف دول الخليج ، وما هو سر عدائها لإيران  الذي فاق العداء للعدو الصهيوني إذا وجد أصلا  .
 
وجاء اغتيال العالم النووي الإيراني الشهيد باذن الله محسن فخري زاده لنرى للأسف الفرح المقرون بالشماتة في استشهاد هذا الرجل الذي  وكأن ما حدث من تلك الجريمة نصرا مبينا لهم ، رغم أن المجرم القاتل كما تؤكد كل المؤشرات هو الكيان الصهيوني وبدعم من المخابرات الأمريكية .
 
صحيح أن استشهاد هذا العالم الفذ خسارة قومية كبيرة لإيران ، ولكن ما يجهله العدو الصهيو أمريكي أن إيران دولة مؤسسات ، وما الشهيد محسن زاده إلا أحد أفراد هذه المؤسسة  على أهميته وخسارة فقده .
ولكن لدى إيران  الآلاف من أمثال الشهيد محسن زاده ، والأكثر سخرية تهكم البعض من هذه الدول على مطالب البرلمان الإيراني بالرد على الاغتيال  وكأن هؤلاء الدهماء يجهلون  أن العداء الصهيو أمريكي لإيران عنوانه فلسطين والموقف من الكيان الصهيوني ، وأن إيران الدولة التي لا تنتمي للعالم العربي ولكن تدفع ثمن موقفها المبدئي الرافض للوجود الصهيوني على أرض فلسطين .
 
ماذا لو أن إيران تخلت عن رسالتها وعادت لنفس سياسة الشاه  لأصبحت اليوم قبلة الإعراب والديمقراطية الثانية في المنطقة بعد الكيان الصهيوني في نظر الأمريكان وعبيدهم .
 
بقي أن نقول لا نخشى على إيران ونظامها السياسي فهو منتخب من شعبه ، ومن لا يحتمي بشعبه وأمته سيجد نفسه عاريا مهما كانت القوة  التي تحميه .
 
والتاريخ كله دروس وعبر ، ولكن البعض لا يقرأون .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد