الروابض والرويبضات

mainThumb

03-12-2020 10:24 AM

 في آخر الزمان يتكلم الرويبضة وهو الرجل التافه، السفيه، السخيف، الضعيف العقل وغير المنطقي وغير المتزن وغير الواثق من نفسه والإمعة ... إلخ ويكون الحكم والناهي في أمور الأمة وفي قضاياها الكبيرة (ولا أدري هل هذا الوصف ينطبق كذلك على الأنثى من الإناث الذين يتولين مناصب ومراكز مهمة وحساسة في أمور هامه من أمور الأمة؟). فكم مسؤول ومسؤولة من هذا النوع موجودين في وقتنا الحاضر في أكثر من بلد عربي وأجنبي وأكبر دليل على ذلك أن فريق عمل أحد رؤساء الدول العظمى في العالم يغلب عليه الإناث. قال الازهري: الرويبضة تصغير رابضة وهو الذي يرعى الغنم، وقيل: هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها. وزيادة الهاء للمبالغة في وصفه، قال: والغالب انه قيل للتافه من الناس رابضة ورويبضة لربوضه في بيته، وقلة انبعاثه في الامور الجسيمة، قال: ومنه يقال: رجل ربض عن الحاجات والأسفار، إذا كان لا ينهض فيها. المعنى اللغوي للرويبضة هو الشخص السفيه وغير القادر على الخوض والنقاش في الأمور الحاسمة والكبيرة للأمة.

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر من اشراط الساعة ان تنطق الرويبضة في أمور العامة، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافة الحقير ينطق في أمور العامة. ومما يثبت حديث الرويبضة: الحديث الآخر: من اشراط الساعة ان يرى رعاة الشياه رؤوس الناس. يشير العديد من علماء الدين اليوم إلى أننا قد وصلنا إلى هذا الزمان، حيث السفيه يتكلم، وفي يده أمور أمته، في حين العاقل يسكت ولا يجد له مكاناً بين أفراد أمته، وأكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنّ زمن الرويبضة هو علامة من علامات اقتراب قيام الساعة.

 
فلا ندري، فيما إذا كنا نستطيع لغوياً أن نجمع الرويبضة بالروابض للذكور ونجمعها للإناث بالرويبضات أم لا؟!، لأننا نواجه يومياً أكثر من ذكر وأكثر من أنثى ممن يتصفون بالصفات التي ذكرناها للرويبضة ويسند إليهم / إليهن مسؤوليات مهمة في أكثر من مؤسسة (عامة وخاصة) ويتحكمون في قضايا  العديد من غيرهم من مواطني دولهم / دولهن ممن هم أعقل وأفهم وأعلم وأصدق وأأمن على مصالح الناس العامة ... إلخ منهم. فكيف لأمة تولي روابضها ورويبضاتها أمورها وقضاياها المهمة جداً أن تتقدم وتعلو وتسمو بين الأمم؟. فتعود الناس إتهام بعض الجهات الأجنبية أو الخارجية في تجهيل وتعطيل حركة التقدم والعلو والسمو لأممهم وبإستمرار تحمل تلك الأمم فشلها وما تعانيه من الأزمات المالية والإقتصادية والإجتماعية والتردي في التعليم والعناية الصحية وفي جميع ميادين الحياة على غيرهم من الأمم ويسمونهم الأعداء (أليس تلك الأمم هم أعداء أنفسهم بتصرفاتهم ووضعهم الروابض والرويبضات من أفراد مجتمعاتهم في أماكن ذات مسؤوليات كبيرة ليتخذوا قرارات حاسمة وكبيرة في أمورهم؟) ولا أحد يستطيع من عقلاء الناس الإعتراض عليهم أو على قراراتهم لأنهم مدعومين من قبل من إختاروهم وولوهم تلك المسؤوليات.
 
ويخشى العقلاء من أممهم أن يبطش بهم أولئك السفهاء ويتخذوا قرارات جائرة بحقهم لأنهم أصحاب القرارات. وهؤلاء الروابض والرويبضات لا يخافون الله في ظلم غيرهم ليبقوا في مناصبهم. وهذه حلقات الروابض والرويبضات تنشيء حلقات مثلها من الروابض والرويبضات ممن هم أقل منهم في مستويات المسؤولية وبذلك يكون المجتمع مليء بهذه السلاسل (سلاسل الروابض والرويبضات) وبالتالي يصبح المجتمع في الحضيض من جميع النواحي ولا تقم له قائمة. ولكن الشيء الذي يجعل عندنا أمل في مجتمعاتنا الإسلامية هو قوله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، أخرجه مسلم والبخاري.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد