السقوط

mainThumb

04-12-2020 07:50 PM

 لم تسلم الوردة هذه المرّة..................................جـــــــــــــــاء
    من يقتلعها من جذورها ولم يبك عليها سوى الطيور التي  كانت تفيء إلى أغصانها والتي كانت تغفو تحت وريقاتها أيام القيظ كما بكت عليها الرياح التي كانت تمرّ بها فتحمل معها فيما تحمل أجمل العطور .. لم تسلم لأنها كانت تشعر بغريزتها أن الناس كلّ الناس كانت معها تحوطها بالرعاية الدائمة وتهدي إليها عبارات الحب والغزل والوله.. لم تكن تصدّق أنّ أحدا من الناس يجرؤ على أن ينالها بأذى أو حتى يحاول التفكير بأنه يستطيع النيل من ذاكرتها ومن كبريائها ، حتى الذين كانوا لا يصمدون أمام إغرائها فتمتد أياديهم لقطف بعض أجزائها المتفتحة كانت تنحني لهم بلطف وتأمر أشواكها بالترفق واللين خشية أن تجرح شعورهم وبشرتهم........
 
لم تسلم هذه المرّة ، بل فاجأها في صبح غائم أكثر الداعين صخبا لجعلها أم الشجر ومليكة الشجر وأميرة الشجر .. اقترب منها ببطء تأمّل روعتها بخبث ومكر شديدين وعندما منحته أنفاسها العطرية هوى بفأسه المشحوذة بعناية على أم رأسها .. وهي تتآيل للسقوط قالت برقّتها التي لم تفارقها :لست أنا الذي يهوي بل أنت .........  
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد