جريمة بلا عقاب

mainThumb

09-12-2020 07:31 AM

تحكم المجتمع الاردني حتى الآن، العاداتُ والتقاليد التي ورثها عن أجداده،لكن هذه العادات وكما كلُ شئٍ في الحياة يأخذ البعض منها منحى ايجابيا والبعضُ الآخر منحى سلبيا ينعكس بعضها على المجتمع وعلى ابناء المجتمع .

ومن الظواهر السلبية استخدام السلاح في المناسبات، هذه الظاهرة التي ينظرُ إليها الكثيرون بنظرةِ الجهلْ فيعزف عن التقيد بالقوانين والأنظمة وهو لا يعلمُ أنهُ بإطلاقهِ لتلكَ الرصاصة في الهواء كتعبيرٍ عن فرحهِ سَيزعزعُ أمنَ المواطنين قَبل أن يُزعزِع أمنَ وطَنه.
في تاريخ10–11–2020 قَبل وبعد إعلانِ نتائج الإنتخابات النيابية احتفلَ الأردنيون بإطلاقِ العيارات النارية بكمياتٍ هائلة في الهواء وبإستخدام انواعَ مختلفة من الأسلحة ما سبب صدمة لعدد كبيرٍ مِن المواطنين بحيث سَتظنُ للوهلةِ الأولى أنه إعلانٌ للحَرب وليسَ اعلانًا للفرح، إنَ هذا الحدث دَفعَنا لِنسلطَ الضوء على تاريخ هذه الظاهرة غير المحْكومة بعواقِب وأن هذا السلاح الذي بِنظرِ البعض وسيلة للتعبير عن الفرحة هو ذاتهُ قضى على أرواح أبرياء وتسبب بإصابات جسدية ونفسية لكل شخص تعرض لعيار ناري طائش في فرحٍ لم يُخيل له يومًا أنها ستشكل له ذكرى سيئة لنْ ينساها طوال حياتِه.
إن استخدام الأسلحة في المناسبات عادة قديمة، ونعم كانت تستخدم للتعبير عن الفرح لكن ظروف الماضي اختلفت كثيرًا عن ظروف حياتنا الآن غير أنها عادة كان لها ضوابط وأهمها أن لا يُطلق العيار الناري وسْطَ جموعِ الحاضرين للفرح لكن الإستهتار وعدم إبداء مسؤولية تِجاه حياة الآخرين جَعل الكثيرين لا يَهتم بعواقِب هذه الجريمة ففي المجتمع الأردُني كلُ الجرائِم لها حُلول ولا داعي للخوفِ من العِقاب.
يَجب على الحكومة تغليظ عقوبات هذه الجريمة وأن تَتخِذ إجراءات صارِمة بحق مرتكبيها، وعليها العمل على تشديد إجراءاتِها الوقائية في المناسبات ( فالمواطن هو أغلى ما نملك)، وعلينا كمواطنين أن نعي تمامًا أهمية حياة الإنسان وأن استمرارنا بالتمسك بهذه العادة سينتج فقط مزيدًا من الضحايا، غير أن أساليب التعبير عن الفرح في زَمنِنا هذا لا حصرَ لها فلماذا ما زلنا نتمسك بما يُضر الصالح العام؟
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد