أتحدث إليك

mainThumb

12-12-2020 09:52 AM

 لا زالت دقائق ذلك اللقاء تعاودني .. كان الجوّ مكفهرّا في الداخل والخارج .. بدأت حبّات البرد تتساقط في اللحظة التي كانت تضطرم في داخلينا عاصفة من نوع آخر ، ومع هذا كان الحديث شهيّا كطبق شهيّ على ضفاف بحيرة تأخذ بالألباب ..وأنار وجهينا البرق كان هناك مجال للتراجع .. تساقط البرد بشدّة أطرافنا تجمّدت من الصقيع ، وبدا يدبّ الجليد في كلّ الأعضاء..بلغ اللسان لا أنا تحدثت ولا أنت تحدّثت ..لم ينبس كلآنا ببنت شفه .. كيف استدرت أنت وكيف استدرت أنا في اللحظة تلك ؟ هذا ما أودّ بجدع الأنف أن أتخيّله ولكن عبثا .. انتظرت طويلا كنت أجوب الشوارع هربا منك ولكن عبثا كانت صورتك أمامي أمثّلها أتخيّلها لا كانت أنت ..مرّة سألت أحد المارّة ؟ هل ترى هذه الصورة المشرقة ؟ نظر إليّ ببلاهة ولم يجب ..كنت أصغي لما تقولين وحين كنت أتلفت لأردّ عليك وأفاجأ بأن لا أحد بجانبي سوى الفراغ أركض ..أركض خشية أن يظلّ صوتك يلآحقني ، وحين كنت أصل إلى فراشي مجهدا وأستلقي عليه بملآبسي كيفما اتفق أبتسم ولكن ما أن أرتاح قليلا حتى أراك قبالتي تحدقين فيّ ..عبثا كنت أحاول ،هل يهرب إنسان من نفسه؟ هل يهرب إنسان من ظلّه ،سيدتي أعترف بأني لن أنسى لكنني لن أركض خلفك ثانية ..سأعيش إذا لم تتخلّي عن هذا الصلف على ذكراك فحسب ...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد