خزانة ايفان

mainThumb

15-12-2020 12:35 PM

جاء ايفان إلى موسكو من الصحراء الجليدية من اواسط سهوب سيبيريا، ومن  مدينة سوزدال التاريخية تحديدا، ليسكن  في شقة متواضعة ويتزوج من"" ناتاشا المسكوفتشية"" وشاءت الظروف  ان تكون الشقة  بالقرب من محطة المترو  التي تحمل اسم جوركي، وكان اثاث البيت متواضعا شانهم شان طبقة البروليتاريا (الطبقة العاملة) ،كانت خزانة الملابس نموذجا لتواضع الاثاث، والتي كانت تفتح ابوابها عند مرور المترو بسبب الارتجاج الذي يسببه مرور القاطرات  الطويلة، مما  اضطر   زوجة ايفان  ان تستدعي النجار فالوديا ليساعدها في حل المشكلة، ودخل الخزانة ينتظر مرور المترو لتحديد المشكلة على ارض الواقع، ومع عودة إيفان المفاجئة إلى البيت في غير موعده ووجد فالوديا  في الخزانة، والذي خرج ليقول لايفان لو اجتمع سكان الكرة الارضية ما اقنعوك بانني انتظر مرور المترو .

وهذا ما ينسحب على مواقف عديدة قد تكون بريئة في مغزاها ولكن ظاهرها لايعكس ذلك ، ومن الصعوبة  اقناع الاخرين بحسن النوايا وحقيقة الامر ، وهذا ما حصل مع رجل رزين ويعمل طبيبا واستمرت معه  هواية صيد العصافير، "بالافخاخ البسيطة والديدان الارضية بعد تغطيتها بالتراب والتي انقرضت في زمننا هذا" وعندما ضبط في منطقة عسكرية  لا يسمح بالاقتراب منها كاد ان يدخل في قضية نصب الغام،.

لولا حنكته في سرد رواية  الخزانة والنجار،   وفي المقابل تجد من يظهر لك بثياب الواعظين والناسكين  وقد يزاحم المصلين في الصف الاول وقد يشرف على جمع الصدقات والزكاة، فمن الصعوبة اقناع الاخرين  بانه يجمعها للعدو الصهيوني او يسرق اموال اليتامى ويرتكب المعاصي والموبقات، ولذلك  علينا التريث والتدقيق في الاحكام لان المظاهر قد لا تظهر الحقائق،  وما خفي اعظم، وهنا يحضرني بيت شعر من معلقة لطرفة ابن العبد   "" ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا"" "" وياتيك بالاخبار من لم تزود"" ؟؟؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد