أكاديميون يدعون لوضع استراتيجية لدمج ذوي الاعاقة بالعملية التعليمية

mainThumb

16-12-2020 09:37 PM

عمان – السوسنة - أكد أكاديميون متخصصون في العلاج الطبيعي وتكنولوجيا المعلومات والأعمال الريادية في الجامعة الأردنية أهمية دور المؤسسات الأكاديمية في تسهيل العملية التعليمية للطلبة ذوي الإعاقة، لا سيّما وأن دمجهم في مجتمع المدرسة والجامعة يعد أهم المراحل التي تؤهلهم للاندماج في المجتمع ككل.
 
وقالوا إن التحديات التي تواجه ذوي الإعاقات الحركية والسمعية والبصرية في مؤسسات التعليم العالي مختلفة ومتنوعة، مما يستدعي وضع استراتيجية متكاملة من قبل المؤسسات الأكاديمية لتسهيل العملية التعليمية على الطلبة ذوي الإعاقة ودعمهم وتطوير طاقاتهم بهدف دمجهم في مجتمع  المدرسة والجامعة الذي يؤهلهم للاندماج في المجتمع ككل.
 
وشددوا على أهمية  توفير التقنيات والمواد التعليمية المناسبة لكل إعاقة، وتدريب مقدمي الخدمة التعليمية وتوعيتهم باحتياجات الطلبة ذوي الإعاقة لتسهيل دمجهم في العملية التعليمية بنجاح.
 
أستاذة العلاج الطبيعي في الجامعة الدكتورة عالية الغويري، قالت إن دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع الأردني هو واجب وطني على جميع القطاعات لضمان انخراطهم الفعال في المجتمع، وتأكيد دورهم في التنمية المستدامة، مشددة على ضرورة تهيئة البنية التحتية اللازمة للوصول إلى دمج كامل وحقيقي لمختلف أنواع الإعاقات. 
 
 
 
وأضافت أن أبرز المعيقات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية تتمثل بعدم توفر التسهيلات البيئية في المباني والمرافق وحتى وسائل النقل العام والتي يحتاجونها للوصول الى أماكن دراستهم أو عملهم أو حتى للسير بأي معاملة حكومية. 
أما عن ذوي الإعاقة السمعية فمشكلتهم أكبر، وتكمن بعدم إلمام عامة الناس بلغة الإشارة التي يتواصلون بها مع الآخرين وهي اللغة الوحيدة التي يستطيع من خلالها "الصم والبكم" إيصال أفكارهم واحتياجاتهم للجميع.
 
وأشارت إلى أنه فيما يتعلق بذوي الإعاقة البصرية فالتحديات التي يواجهونها تتعلق في البيئة غير المُهيأة للسير باستخدام العصا البيضاء، وعدم توفر لغة برايل أو الخدمة الصوتية التي تساعدهم على التعامل مع المرافق العامة بيسر وسهولة.
 
 
وقال أستاذ الأعمال الالكترونية الدكتور نزيه غطاشة إن أحد أهداف العملية التعليمية هو ضمان امتلاك المتعلم للخبرات والمهارات المختلفة وجعله قادرا على الانخراط في سوق العمل، حيث يفترض أن يساهم التعليم الدامج لذوي الإعاقة في تعزيز قدرتهم على التكيف مع بيئة العمل لخلق بيئة إيجابية تسودها قيم التنوع والدمج الفعال.
 
وأوضح بأنه على الرغم من أن سوق العمل يتطلب مستوًى معين من مهارات وقدرات يصعب تحقيقها في التعليم الخاص لذوي الإعاقة، فإن الحل الأمثل هو التعليم الدامج الذي يفتح المجال للابداع ورفع مستوى التحصيل الأكاديمي والتحفيز للانخراط في سوق العمل بقدر أكبر من المساواة، منوها بأن تصميم العملية التعليمية يجب أن يحقق عددا من متطلبات سوق العمل والتي بدورها يجب أن تتماشى مع القوانين والتشريعات النافذة. 
 
وقال "لا شك أن العملية التعليمية تلعب دورا حساسا في التهيئة النفسية لذوي الإعاقة ونظرائهم من الطلبة لرفع قدرة البيئة التعليمية وزيادة نسبة التفاعل لتحقيق متطلبات سوق العمل، خاصة في مجالات العمل الجماعي والتواصل والحماس للتعليم المستمر.
 
 
 
وبين أستاذ تكنولوجيا المعلومات الدكتور خالد الدبعي أن تطبيق وتوفير تكنولوجيا التعليم للطلبة من ذوي الإعاقة له عدد من الايجابيات التي تُفيدهم سواء من الناحية النفسية أو الأكاديمية أو الاجتماعية أو الاقتصادية التي تعالج بحد كبير الفروقات الفردية التي تظهر بوضوح بين أفراد الفئة الواحدة. 
 
وأشار إلى احدى الدراسات العلمية التي أثبتت أن استخدام بعض التقنيات كالحاسب الآلي يُسهم وبشكل كبير في خفض التوتر والانفعالات لدى الطلبة، حيث يتمثل دور التكنولوجيا في التعليم للطلبة ذوي الإعاقة بتقديم الرؤى المستقبلية والخدمات التي تسعى إلى تنشيط قدراتهم العقلية والبرامج التعليمية الخاصة والحلول الإبداعية المبتكرة لمشكلات التعليم.
 
وقال منسق مشروع إيراسموس بلس المعني بـمشروع "التعلم للجميع" أستاذ أنظمة المعلومات الحاسوبية الدكتور اسماعيل الطهاروة إن الاتحاد الأوروبي يقدم عددا من مشاريع واتفاقات التعاون التي تُعنى بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن، ومنها المشروع الموسوم بالتعليم للجميع ضمن مشاريع بناء القدرات التي تقوم على الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي في دول الإقليم ودول الاتحاد الأوروبي
 
وأضاف أن الهدف من هذا المشروع يتمثل بنقل خبرات الاتحاد الأوروبي للارتقاء بمستوى التعليم الجامعي ورفع سوية الخدمات المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة في التعليم الجامعي في جامعات المنطقة، من خلال دراسة أوجه القصور في الخدمات المقدمة للطلبة ذوي الإعاقة ووضع حلول لمعالجتها.
 
وأشار الطهاروة إلى أنه يجري من خلال المشروع توفير منصة مجهزة بالأدوات التي تُسهم في إشراك هؤلاء الطلبة في كل مراحل وأوجه التعلم الجامعي من ناحية تلقي المعرفة وبناء قدرات التعلم والتعليم المستمر والمشاركة في حل الأعمال الفصلية وإجابة الاختبارات والمشاركة في الأنشطة والفعاليات الطلابية، وإعداد الكوادر التدريسية والإدارية وتأهيلهم للتعامل مع أشكال الإعاقة كافة. 
 
 
 
وبين أن فكرة المشروع ترتكز على التنويع في طبيعة الخبرات بحيث تشارك أكثر من مؤسسة تعليم عالي من أكثر من دولة من دول المنطقة في المشروع، يقابلها كحد أدنى عدد من مؤسسات التعليم العالي في الاتحاد الأوروبي يوازي عدد دول المنطقة المشاركة في المشروع بالنسبة لمشروع التعليم للجميع.
 
ولفت الطهاروة إلى أن المشروع يُدار من قبل جامعة فلسطين التقنية – خضوري، يشاركها كليتا مجتمع من فلسطين أيضا، كما يشترك من الأردن كل من الجامعة الأردنية وجامعة إربد الأهلية، إلى جانب جامعتين من الاتحاد الأوروبي ومعهد تدريب مهني متخصص في تهيئة الكوادر التعليمية والطلاب في القضايا التي تخص التعليم العالي.
 

 

 

 

 

 

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد