بين رحيل عام وإطلالة آخر

mainThumb

23-12-2020 09:44 PM

لا يختلف إثنان على أن الأمة العربية تعد واحدة من الأمم البارزة في التاريخ العالمي .حيث حملت إلى الإنسانية دينا ودعوات خيرة ومناقب وفعالا تجعلها من الأمم التي ساهمت في صنع مسار الإنسانية .
 
هذه الأمة التي تمتاز بحضارة ضاربة في عمق التاريخ وكينونة عالية لم تصلها أمة على مدار الزمن .بالرغم من كل المحاولات المسعورة لتهميشها وقلب بوصلتها وجعلها تذعن لنهج بذاته وقيم ثقاقية ترى القوة العظمى الغربية انها نافعة وضرورية عبر العولمة  .فقد حافظت هذه الأمة نوعا ما على تفردها وميزاتها بالرغم من إنخراط العديد من أبناء جلدتها في العالم الجديد على حد زعمهم و الذي لم يستفيدوا منه إلا بالتقليد الأعمى لكل تسيب وإنفلات !أما في العلم و التقدم و الهاي تكنولوجي فمكانك راوح !
 
ولو أراد الإنسان أن يستذكر أحداث العام الحالي الموشك على الإنصراف لا يجد ما يسر أو حتى يرضي !!فقد بدأ العام بالوباء وهاهو يوشك على الإنتهاء بظهور تطور في الفيروس وخروج طفرة جديدة دفعت لإغلاق أغلب الدول .
 
مع ما مر مع هذا الوباء من ضياع العام الدراسي على الطلبة بسبب الجائحة وما خلفته من نظام التعلم عن بعد" أون لاين ".وإتساع طبقة الفقر في المجتمع وإرتفاع نسبة البطالة 25 % ناهيك عن فقدان عدد كبير من الموظفين لوظائفهم بسبب تطل العمل في مناحي كثيرة منها المطاعم و النوادي الرياضية و الصالات و الطيران و السياحة الخ .وضع لا يعلم به إلا الله !!ويتسأل المرء إلى أين نحن سائرون ؟
 
خاصة مع إبداعات بعض الدول العربية الشقيقة و التي تتسابق لعقد معاهدات التطبيع مع الكيان الغاصب وكأن الأمر  أصبح من المسلمات .. عندك مشكلة تصالح مع اسرائيل تحل كل المشاكل و العقد ..!!
 
فهاهي السودان وتليها المغرب وقبلهما الإمارات و البحرين !!عام غريب عجيب وكأنه مرسوم رسم بحيث لم يخرج أي جزء منه على السطر !!كله ماشي لإرضاء الغرب وإسرائيل !أما عندنا في الأردن وفي فلسطين وبعض الدول الاخرى فالناس ذاقت الأمرين و الوضع في ترد مستمر . حتى أن الأمال  إنعدمت في غد مشرق  !!و الأغرب في هذا العام أن "الفيروس المصنع "كورونا تمكن من العالم بأسره على مدى الأشهر التسعة الماضية ولم تتحرك شركات الأدوية العملاقة ....ولم يتحدث أحد عن إمكانية إختراع أو التوصل لعلاج ما أو لقاح ما .فأما اليوم ومنذ ثلاثة أشهر بدأت الصورة تتغير وأصبح اللقاح موجود ومتوفر و الشركات تتصارع على تحسينه !!شركات عالمية كبرى أرباحها بالمليارات اليوم تذكرت وبدأت تعمل ؟؟؟
 
أمر مستهجن جدا جائحة تفتك بالبشر على مدار السنة وقبل نهايتها بأيام لم نعد نلحق سماع أسماء شركات عظيمة تصنع اللقاح !!ما الحكاية ؟من هذا الذي يعطي الأوامر بالإغلاق و الحجر على المجتمع كاملا ويموت الناس ويدب الذعر و الرعب في الأوصال وتنهار الحياة الإقتصادية و الإجتماعية وتشيع الأمراض النفسية في الناس ثم يقرر  هذا بأن الوقت مناسب لإخراج اللقاح وبعدها لظهور التحول !!وفي الناحية الاخرى عمليات القتل و التدمير لم تتوقف بل شغالة منها بالتفجير ومنها بالذكاء الاصطناعي في معرفة الوجوه كما حصل مع العالم الإيراني .وكذلك لقاح كورونا قلصت المراحل من عدة أعوام كما في السابق الى عام أو حتى عدة أشهر حيث يقال بأن الدراسات كانت معدة مسبقة كمراحل لمرض الكانسر السرطان وتم القياس عليها واستخراج اللقاح بسرعة نسبيا .وكل ذلك يالتكنولوجية الحديثة التي تمتاز  بها الدول الكبرى و مخترعوا" الهاي تك ".
 
هذا التقدم موجود عند الغرب وليس عندنا فنحن لازلنا في مرحلة الزحف  ...طبعا فالمعرفة العلمية أصبحت نشاطا إنتاجيا وإبداعيا في صورة شبكة عالمية كل له فيها حسب نشاطه ومشاركته الإبداعية فيها وطبعا ه الشرق و الغرب في صراع مصيري وكل يريد أن يحكم العالم بمنظوره الايديولوجي أو القومي عبر سيطرته على  التكنولوجيا  . ونحن كأمة على ما يبدو خارج المنظومة !باالرغم من مساهمتها في صناعة الإنسانية سابقا لابد وإن نجتهد ونتقدم ونبدع لنكون مع الأخرين بدلا من أن نبقى في أخر الركب .ونبقى نستهلك كل ما يقدموه لنا بغثه وسمينه !!لابد وأن نعلم جميعا بانه إن أردنا أن نكون فلا بد من إحياء ثقافتنا العربية المسلمة الأصيلة المنتجة ولا بد اليوم ومع إقتراب رحيل العام وإطلالة  الاخر لابد من الصحوة صحوة حقيقة وليس إنفلات أو إنكفاء على الذات ونبقى وللأسف كما هو حالنا اليوم نهبا مستباحا لثقافة الغرب و الأخر يسقوننا ما يريدون وأمل أن لا يعضب أحد من كلامي فهذه هي الحقيقة أنظر الى السلوك الإجتماعي المحلي في كل الدول العربية كله نقلا عن الفضائيات و التي يحكمها أصلا الغرب بفكره ونحن لسنا ضد التطور و التقدم ولكن بما ينفعنا وينقلنا للأفضل وليس تضيع لثقافتنا وهويتنا !!ورغم كل ذلك فلا زال الأمل في الأمة لأنها كما أسلفت سواء وافق البعض  او لم يوافق أمة منتجة وفاعلة ولها إسهامها الرئيسي في صناعة الإنسانية وقد كان لها على طول الزمان موقف هو اليوم ضعيف ولكنه موجود .وفي النهاية لا بد من الإخلاص و التوجه الحق لله أن ينصرنا ويثبت علينا ديننا و ايماننا وأن يوفقنا دائما لمعرفة الحق و العمل عليه .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد