ليس بالمناصب وحدها يحيا الانسان

mainThumb

24-12-2020 01:09 PM

يحاول الكثير من الناس البحث المستمر عن المناصب بكل الطرق المتاحة اوالملتوية  وغيرها، وتبدا حياتهم بالبحث عن الطرق والوسائل التي اوصلت غيرهم خارج اطار التوريث  وحجز المقاعد مسبقا، َويحاول الدراسة في جامعات  عالمية اذا ما توفرت له الامكانات، علما بان اصحاب  النصيب قد يدرسون في  جامعات  وهمية وفي تخصصات وزارية ودبلوماسية .

وقد يكون التخصص الفرعي في نوعية  الوزارة تبعا لتوصية الاب عند  ابتعاثه،  وهذا نفهمه جيدَا، ولكن المشكلة عندما  يحلم البعض بالمنصب ويسعى اليه  ولا يترك فرصة للنفاق او التزلف والوشاية بالمنافسين الشرفاء والمخلصين، الا واستغلها وخاصة لسهولة الوصول إلى مبتغاه من خلال المنصات الرقمية والتواصل الاجتماعي  ، وطبعا يتقمص الشخصية الافتراضية و لا يبتسم الا بميزان ويشارك في جنازات الخمس نجوم فقط .

ولا يشارك في الحوار الا باتجاه واحد شعاره المديح والاشادة بكل ما يبدر عن مسؤول من حركة او كلمة اَو زيارة حتى لو كانت من  رئيس قسم  مكافحة القوارض، لان لديه قناعة بنظرية (ان  الحيطان لها اذان، والهواتف الخلوية  شركاء في  التجسس) ،، ويهرب من اي جلسة ينتقد احدهم فيها الحكومة، وقد ينقلها لاصحابها  لاثبات الولاء، مع ان الحكومات يفترض ان  تستمع  لمن ينتقدها وتحترمه كما هو معروف في علم الادارة والسياسة.

ولذلك على من يصاب بهذا الداء (البحث عن المناصب) ان يهدأ ويعيش حياة طبيعية لان الدفتر الذي فيه المستوزرين لا يتسع  للجميع وان القرعة على مقعد واحد فقط  من بين الالاف من الراغبين واللاهثين،  واذا ما ارتفع نبضك او ضغطك الانقباضي او الانبساطي عند اول تشكيل او تعديل وزاري  فاعلم يا  صديقي يا عبد الله انك بحاجة إلى استشارة طبية عند طبيب نفسي  لان حالتك صعبة، اما اذا  اقتنعك بقسمتك ونصيبك، فانك سوف تعيش حياة سعيدة وتنام ملئ الجفون دون حقد او حسد لغيرك، لانه ليس بالمناصب وحدها يحيا الانسان، ونرحب بك في نادي الفقراء السعداء الذين صدق فيهم قول المتنبي .                                             

      "" أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا. "" 

  "" وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد