سنة مضت .. !

mainThumb

30-12-2020 05:01 PM

 سنة غريبة في كل أطوارها بأيامها و لياليها و أحداثها، لقد فقدنا فيها الأحبة و لقد إشتقنا لمن لا عودة له و لقد نسجنا أحلاماً لم نستطع تحقيق شيء منها و لقد تغير روتين أيامنا من روتين عادي لروتين حذر جداً في التعامل مع من حولنا في خروجنا و تحركاتنا و في بقائنا في منازلنا ماكثين بسبب ما قد يجتاح العالم من الوباء الذي قضى على أغلب الشعوب و دمر أقتصادها القومي و أستنزف طاقتها البشريه و حملها خسائر لم تكن بالحُسبان و أفقدها أحباباً على قلبها لشدة فتكه بالأجساد.

 
تعلمنا فيها أنه لا يوجد وجه حقيقي للبشر فجميع الوجوه متقلبه منها المُحب لنا و منها من يتصنع حُبنا أمامنا ليلحق بنا الأذى فلا قلب ثابث إن القلوب متقلبه منها من تحبك اليوم و منها من تكرهك غداً فدع حب الله هو الغاية و السبيل فقط؛ تعلمنا أن الملاذ هو العائلة فقط بكافة أفرادها تعلمنا أن الحضن الذي يشفينا هو حضن الأمُ و أن عامود أتكائنا للوقوف هو الأب، علمنا فيما مضى أن دفء الأخوة هو من يشفي ندوب قد حملناها في أعماقنا فعلنا ما لم يُفعل لِتشفى و لم تشفى إلا عندما لمستها أحاديث أخويه رقيقه على القلب،و عندما فقدنا أجدادنا علمنا أن لا بركة في شيء حولنا الإ بوجودهم فليرحم الله من غادر الدنيا و ليحفظ الله من بقى عليها.
 
بالرغم من الأوقات المرة و الصعبه و الشديدة و الجميله و المرحة مضى علينا إثنتا عشر شهراً دون أن نشعر حتى بمرورهما، كبرنا و نضجنا بشكل عميق و علمنا ما لم نعلم عن الناس و الدنيا و في كل يوم مضى ذكرى مخلدة تبقى في الذاكره لا تزول أبداً ذكريات خاصه لكل شخص يصارع في هذه الحياه بكل ثبات ليصل إلى هدف معين أي كان. 
 
 
أسأل الله العظيم أن يغفر لنا ما مضى بأيامنا السابقة و أن تطُل السنة الجديدة بحله من الجمال و حلاوة الأيام و العوض المُبشر و الأماني المحققه و المشاعر الدافئه و أن يبعد ألم الفقد عن كل بيوت العالمين يا رب العالمين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد