مجرمون بلا هويّة! .. دعاء الخطيب

mainThumb

03-01-2021 08:14 PM

 يرتبط مفهوم الإجرام لدى معظمنا "بالأسلحة والدماء" وملاحقة البصمات للقبض على الفاعل.

 

ولكن، كيف لجريمة أن تقع وأن يشترك بفعلها الآلاف حول العالم دون حتى أن تجمعهم أي صِلة أو رابط؟!
 
كيف لا وقد قوقعتنا مواقع التواصل الاجتماعي تحت قُبّعة عريضة احتمينا بها من أشعة الحقيقة لظل الزيف والتخفّي.
 
اُنتهِكت الكثير من الحقوق الخاصة لأشخاص لا ذنب لهم سوى أنهم مارسوا حياتهم بطريقة طبيعية لكن  البعض اعتبرها مادة دسمة لذيذة لينال بها، وهنا نجد ضحايا لمجرمين استغلوا استخدام الانترنت والتقنيات المتعلقة به بهدف إلحاق الأذى والضرر بالآخرين معنويًّا، ماديًّا ونفسيًّا بطرق متعمدة وعدائية بهدف إشباع شعور لا إنساني ويخالف الغريزة البشريّة والديانات السماويّة.
 
ولعل الصعوبة في القبض على مجرمي الانترنت ومتنمري الحياة الالكترونيّة هو اختبائهم خلف أسماء وحسابات وهميّة جعلتهم مجرمين بلا دلائل وبصمات، رغم نسفهم لدماء كثيرة لازلنا حتى اللحظة نسمع بقصص ضحاياهم ونتأسف على وقع ما بهم.
 
ثورة الاتصالات لم تعد ترفًا بل ضرورة حياتية بعد أن دُمجت التكنولوجيا بحياتنا اليومية علينا أن ندرك أهميتها ووالوقاية من خطرها من خلال التركيز والتدقيق على "كيفية" استخدامنا لها كما ذكرت أعلاه أن البعض اعتبرها كمنصة للتشهير والمضايقة والخداع وانتحال الهوية وتشويه السمعة وإساءة معاملة الناس داخل حرم منازلهم.
 
يُعد الخطر الحقيقي هو انعكاس التأثير على الأشخاص بأن يصبحوا في حالة قلق و خوف دائم ولربما يصل للانتحاروفي الحالات الأكثر تطرفاً للتنمّر الإلكتروني، وقد تَعَرَّض الأمن الشخصي للمتلقين وخصوصيتهم للخطر من خلال المشاركة غير المصرح بها لمعلوماتهم الشخصية، مثل عنوانهم ورقم هاتفهم والتفاصيل الأسرية التي تخصهم.
 
يجب اتخاذ خطوات حقيقية وفعّالة وسريعة لإدخال عقوبات قانونية أشد صرامة، حيث يمكن أن يكون لهذا الفعل آثار مدمرة على ضحايا هذا النوع من سوء المعاملة، بجانب القضاء هناك دور حقيقي للناشئين من خلال الكوادر المدرسية، الجمعيات المحليّة والعالميّة وبالتأكيد بذرة النشوء الأهل والأهم هو دور الإعلام في التوعية والثقيف.
 
بالنهاية في إيصال صوت استغاثة من انتهاكات لا نهاية لها، علينا أن ندرك أن العيش في طبيعة شفافة له ضريبة سوداء! لأن هناك رحلة طويلة وشاقة لغرس ثقافة احترام  خصوصيات الآخر ووضع أسلحة الجريمة من إشهار وتعنيف لفظي وانتقاد وغيره جانبًا وإلا سنجد الإحصاءات لخطاب الكراهيّة على الانترنت ساحقًا ومرعبًا وسيكون العيش في قفص البيت أو غرفة النوم واعتزال الناس هو الملاذ الآمن للكثير منّا من ضحايا التنمر الالكتروني خوفًا من المجرمين وحفظًا للخصوصيات.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد