مخرجات الفوضى في أمريكا ولعبة الروليت

mainThumb

07-01-2021 08:00 PM

هل تعيد الفوضى في الولايات المتحدة الأمريكية التي أشعل ترامب فتيلها يوم أمس الأربعاء إلى عصور الظلام التي أدت إلى الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال والجنوب!
ماذا يعني التحريض العنصري على الآخر في بلادٍ عمادُها الديمقراطيةُ القائمة على السلم المجتمعي بين الطوائف والأعراق!
حينما يحرض الرئيس الأمريكي المقامر ترامب على الفوضى ويخالف مبادئ الديمقراطية ويستهتر بنتائج الانتخابات فهذا يعني بأنه نذير شؤم على بلاده كما يصفه مراقبون.. هذه مقامرة سيخسر فيها الجميع.. إذ وضع ترامب البلاد على طاولة القمار، وأدار عجلة الروليت عكس عقارب الساعة، حتى استقرت على ساعة الصفر الحرجة، وهذا يذكرنا برئيس الاتحاد السيوفيتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف الذي حاول تطبيق إعادة الهيكلة "البيريسترويكا" على الاتحاد الكونفدرالي في إطار برنامج للإصلاحات الاقتصادية..أتبعها بتطبيق سياسة "غلاسنوست" والتي تعني الشفافية. أدى ذلك إلي انهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه سنة 1991.
 
ما جرى يوم أمس الأربعاء في الولايات المتحدة الأمريكية من اقتحام لمبنى الكونغرس بتحريض من قبل ترامب لأنصاره؛ وضع الديمقراطية الأمريكية في مهب الريح، لا بل جعل مستقبل البلاد مرهوناً إلى أسوأ الاحتمالات، ربما أبسطها أن الوعي الأمريكي تشرذم عرقياً ما أدى إلى تفاعل الأفكار العنصرية بين الناس على الأرض، أنه صراع بين العرق الأبيض البروتستنتي الذي يمثله ترامب، وخليط الأعراق والطوائف ومنها الكاثوليكية، الذي يمثله بايدن.. ورغم ذلك يحاول الرئيس الأمريكي المنتخب استعادة البنية الفسيفسائية للمجتمع الديمقراطي حتى لا تنهار بلاد العم سام في عهده. إن خطوات ترامب التدميرية خلال هذا الشهر غلّبت الغاية على مصالح البلاد وانحصر هدفه في استعادة الحكم وترك الأرض محروقة تحت قدمي بايدن، ولو على حساب وحدة الولايات الأمريكية.. فصار غير آبه حتى باشتعال حرب خارجية محتملة مع إيران وفتح أبواب جهنم على السياسة الخارجية الأمريكية، أو حتى إغراق أمريكا في حرب أهلية ربما أقلها يتجلى بإعادة البلاد إلى عهد ما قبل تأسيس الاتحاد حينما كانت العنصرية القميئة مسيطرة على العقل الأمريكا. 
ففي سابقة خطيرة في الحياة السياسية الأمريكية، شهد مبنى الكونغرس، يوم أمس الأربعاء، اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا المبنى في مشهد غير مألوف أرعب الأمريكيين.
وجاء الاقتحام أثناء انعقاد جلسة للكونغرس للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية وتأكيد اسم الرئيس الفائز ونائبه.
وفي سياق ذلك أعلن رئيس شرطة العاصمة الأمريكية واشنطن، روبرت كونتي، مصرع أربعة أشخاص خلال الاحتجاجات أمام مبنى الكونغرس الأمريكي الليلة الماضية.. حيث أدت الأحداث إلى مقتل امرأة جراء إطلاق نار، وتعليق اجتماع أعضاء الكونغرس لنحو ست ساعات، قبل استئنافه لاحقاً، فيما تم نشر قوات من الحرس الوطني لوقف الاضطرابات، وفرض حظر تجوال ليلي بواشنطن.
التداعيات ما زالت تأخذ بلاد العام سام إلى مصير مجهول.. سوى أن الرئيس المنتخب بايدن قدم نصيحة مفتوحة "للعقلاء" المعنيين بالأمر في أمريكا؛ كي يتخذوا قراراً بأنهاء صلاحيات الرئيس ترامب على الفور.. كونه بات يشكل خطراً لا بد من تفاديه، من جهة أخرى خاطب الرئيس المنتهية ولايته، دوناند ترامب؛ كي يتخذ ما يلزم من أجل إيقاف أنصاره عن نشر الفوضى حتى يستتب الأمن.. علماً بأن تصديق مجلسي الشيوخ والنواب على قرار المجمع الانتخابي لا يقدم ولا يؤخر؛ لأن بايدن أصبح هو الرئيس المنتخب بأغلبية أعضاء المجمع الذي انعقد في منتصف ديسمبر الماضي 2020 .
ويبقى السؤال الملح منتصباً أمام كل الاحتمالات.. ترى هل يستجيب العقلاء لنداء بايد من أجل إنقاذ مستقبل أمريكا من عربدة ترامب الذي لا يرى إلا مصالحه الخاصة!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد